حائل في الروايات
أحمد المطلق
المدن السعودية في الرواية: منطقة حائل
في مشروع المدن السعودية في الرواية، نبدأ من حائل، ليس فقط لأنها مدينة حاضرة بقوة في الوجدان السعودي، بل لأنها المدينة التي بادرت إلى إطلاق أول جائزة سعودية متخصصة في الرواية، عبر ناديها الأدبي الذي أعلن عن “جائزة حائل للرواية السعودية”، في عام ٢٠١٠ ثم تحول إسمها إلى جائزة الأمير سعود بن عبدالمحسن للرواية بعد رعايته لها، وقد جاءت هذه الجائزة لتؤكد أن حائل ليست مجرد مدينة تُكتب، بل مدينة تُكرّم الرواية وتحتضنها، وتُراهن على السرد كمسار ثقافي مستقبلي أثبت روائيوها بعد ١٥ سنة من إطلاق الجائزة على تفوقهم وتميزهم وحصولهم على أعلى الجوائز.


هذا الصفحة تفاعلية، وقابلة للتحديث المستمر، وسيتم إضافة أي تعديلات أو أعمال مستقبلية بناء على تاريخ صدورها، لضمان توثيق جميع الملاحظات والمستجدات المرتبطة بروايات حائل ومبدعيها.


تاريخ آخر تحديث: ٥ يونيو ٢٠٢٥
محتويات الصفحة:
- الملخص
- كلمة المستشار الأدبي: د. شتيوي الغيثي
- الأدب الحديث في حائل
- التجارب الروائية المبكرة في حائل
رواية فتاة من حائل لمحمد عبده يماني
روايات سعد بن خلف العفنان
روايات عبدالرحمن بن زيد السويداء
- الروايات الناضجة سرديًا والمعبّرة عن المكان الحائلي
رواية المزهاف
رواية ج
رواية دموع الرمل
رواية أول القرى
رواية عقدة الحدار
رواية أبناء الأدهم
رواية عيال الحدريين
رواية شغف شمالي
رواية عرس المزيونة
رواية حمى قفار
رواية الأديرع
- عالم عبدالحفيظ الشمري الروائي
- الروايات النسائية الحائلية
- روايات أخرى من حائل
- تحليلات المكان الحائلي
- الخريطة التفاعلية للأعمال الحائلية
- الخاتمة
- المراجع
مستشار أدب ماب في منطقة حائل
شتيوي الغيثي - روائي وشاعر
من مواليد حائل وله إسهامات كبيرة في المنطقة، يقوم بمساعدتنا في أدب ماب في مراجعة وتدقيق الأعمال الروائية الحائلية.
شتيوي الغيثي روائي حائز على جائزة القلم الذهبي ٢٠٢٥ لأفضل رواية تاريخية عن روايته "دموع الرمل".






الملخص
إجمالي الروايات الحائلية، سواء تطرقت للمكان في حائل أو كتّابها من منطقة حائل.
رواية ناضجة سردياً صوّرت المكان والشخصية الحائلية بوضوح وعمق.
روايات كُتبت بين عامي ١٩٨٠ و٢٠٠٠ م وتعتبر تجارب مبكرة للرواية في حائل.
روايات لكتاب من حائل تناولت مواضيع روائية عامة.
روايات أصدرها عبدالحفيظ الشمري اختلق فيها عوالم متخيلة ومدن رمزية.
عدد التجارب الروائية النسائية من حائل.












٤١
١١
١٠
٠٩
٠٧
٠٣
كلمة المستشار الأدبي: د. شتيوي الغيثي
في لحظة ثقافية تتعاظم فيها الحاجة إلى تأريخ تحولات المجتمع السعودي عبر عدسة الإبداع، يأتي مشروع "المدن السعودية في الرواية" كاستجابة واعية وضرورية لسؤال الهوية، والذاكرة، والمكان. ليس هذا المشروع مجرد توثيق للأعمال السردية أو تصنيف للروايات حسب الجغرافيا، بل هو محاولة لتفكيك الكيفية التي تكتب بها المدن، وكيف تصبح الرواية مرآة لنبضها، وأزماتها، وأحلام ساكنيها.
الرواية كما قال لوكاش هي ”ابنة المدينة“ ، وهي الفن الذي ولد من رحم التحوّلات الاجتماعية الكبرى. ولهذا فهي الأكثر قدرة على التعبير عن تعقيدات المكان، خلافًا لكثير من الأجناس الأدبية الأخرى التي قد تكتفي بوصفٍ شاعري أو رمزي. الرواية تنفذ إلى العمق، إلى الحياة اليومية، إلى تفاصيل العلاقات، إلى الصراعات الكامنة خلف الهدوء، ولذلك فإن استقصاء صورة المدينة في الرواية هو في الحقيقة قراءة مزدوجة للذات والمحيط، للحلم والواقع.
أما عن حائل، مدينتي وذاكرتي التي لا تنفك تلاحقني بين سطور الكتابة، فقد حضرت في عدد من الأعمال الروائية إما بشكل صريح أو من خلال الإيحاءات والملامح الثقافية التي لا تخطئها العين. ما يميز التجربة الروائية الحائلية –إن صح التعبير– هو تنوع الثيمات التي تناولها كتّاب المنطقة، فهي لا تكتفي بالنوستالجيا، بل تنفتح على قضايا المرأة، وفجوة الأجيال، وتحولات القيم، والمهمشين، وعلاقة الإنسان بالصحراء كفضاء للحرية أو كحدّ للانكسار.
لقد كتب بعض روائيي حائل مدنًا وقرى خيالية ولكنها مأهولة بروح المكان الحائلي، وكتب آخرون عن مدن بعيدة حملوا إليها وجدانهم المحلي. وفي كلتا الحالتين، ظلت ملامح الشخصية الحائلية موجودة: الكرم، الشموخ، الصمت المعبّر، والانتماء للمكان بوصفه جزءًا من الكينونة. وما يقوم به هذا المشروع هو جمع هذه الشذرات وتقديمها في سياقٍ يمكن للباحث والقارئ معًا أن يتتبعا من خلاله نشأة وتطور الرواية في علاقتها بمدينة حائل.
هذا العمل التفاعلي المفتوح للبحث والتوسعة والتحديث، وهو أشبه بخارطة أولى لمسار يمكن أن ينمو مع الوقت ويغتني بإسهامات الكتّاب والقراء والمهتمين. وأنا على يقين أن مثل هذه المبادرات ستُسهم في ترسيخ مكانة الرواية السعودية كمرآة للمكان والإنسان، وفي إبراز دور المدن –بكل تنوعها– كمحاور فاعلة في السرد الوطني الكبير.
— د. شتيوي الغيثي
الأدب الحديث في حائل
شهدت حائل منذ بداياتها وعيًا مبكرًا بالأدب والمعرفة، مدعومًا بانتشار الكتاتيب والمكتبات الخاصة، والتي تجاوز عددها العشرين مكتبة في فترة ما قبل التعليم النظامي.


أسهمت هذه الحواضن الثقافية في تشكيل جيل من العلماء والأدباء الذين اعتنوا بالمخطوطات ونسخ الكتب ووقفها، كما احتضنت المدينة نوادر المخطوطات، وبرز فيها وعي مبكر بحفظ التراث، ما مهّد لنشأة أدبية متينة.
أحتضنت حائل أبرز أعلام الأدب والفكر والثقافة، مثل المؤرخ والأديب فهد المارك الذي عُرف بكتابه الشهير "من شيم العرب"، وفهد العلي العريفي الذي لُقّب بـ"الجبل الثالث" وشكّل رمزاً ثقافياً بكتاباته وعضويته في عدد من المؤسسات الأدبية.
كما كان للأديب سعد العفنان دورٌ كبير في تأريخ المكان من خلال مؤلفه "حائل وعبقرية المكان" ويعتبر أول من كتب الرواية في حائل، وبرز إلى جانبه عبدالرحمن السويداء وعبدالله البكر وغيرهم من الأسماء التي أضاءت المشهد المعرفي الحائلي.
مع نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، بدأت الحركة السردية في حائل تأخذ طابعها الواضح، فظهر جيل من الكتّاب في القصة والرواية سنتطرق لبعضهم في هذا التقرير.
لعبت المؤسسات الثقافية دورًا محوريًا في تنشيط الحراك الأدبي، مثل الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بحائل التي تأسست عام 1412هـ، ونادي حائل الأدبي الذي تأسس عام 1415هـ، كما سجلت المرأة الحائلية حضوراً فاعلاً في المشهد الثقافي منذ البداية.
ختامًا، فإن الأدب في حائل ليس نتاج أفراد فحسب، بل هو ثمرة منظومة ثقافية تكاملت فيها المؤسسات، والرموز، والجهود الفردية، لتجعل من حائل محطة أدبية ذات ثقل في الخريطة الثقافية السعودية.














التجارب الروائية المبكرة في حائل
يُعد ظهور الأعمال الروائية المبكرة التي كتبها أبناء منطقة حائل في الفترة من عام 1980 وحتى مطلع الألفية الجديدة إحدى العلامات الفارقة في التكوين الأدبي للمشهد الروائي في المنطقة. وعلى الرغم من أن عدد هذه الأعمال كان محدودًا، إلا أنها تمثل النواة الأولى التي انطلقت منها التجربة السردية الحائلية، وفتحت الباب أمام أجيال لاحقة من الكتّاب والكاتبات.
رُصدنا في هذا المشروع تسع روايات كتبها روائيو الرعيل الأول خلال تلك المرحلة، وهي تتفاوت في أساليبها، وموضوعاتها، وارتباطها بالبيئة المحلية. المثير في هذه الأعمال أن واحدةً فقط منها ذكرت "حائل" بشكل مباشر في العنوان والنص، وهي رواية "فتاة من حائل" للكاتب محمد عبده يماني، في حين جاءت الروايات الأخرى متحررة من التسمية الجغرافية المباشرة، أو حتى مواضيعها لم تتطرق للمكان أو المجتمع الحائلي.


صدرت عام ١٩٨٠ م
في رواية ”فتاة من حائل“، التي كتبها الدكتور محمد عبده يماني، لاتظهر مدينة حائل كخلفية صامتة، بل ككيان ثقافي واجتماعي يواجه المدينة الحديثة بنديّةٍ رصينة. تُعد الرواية من أوائل الأعمال الأدبية التي جسّدت حائل في الأدب الروائي، عبر قصة حب تنمو بين ”هشام“، الشاب المكي الذي يعمل ضابطاً في حائل ويتزوج من ”هيا“ ابنة حائل. تدور الرواية في زمن ”الطفرة“ والتحولات الاجتماعية والثقافية في المملكة. الرواية لا تستعرض صراعات كبرى، بل تبني حبكتها على الفروقات العميقة بين البيئتين والشخصيتين: هشام ابن مدينة مكة، ذات الإيقاع المدني المتسارع، وهيا الفتاة الحائلية التي تؤثر فيها طبيعة مدينتها الريفية المتزنة. هيا في الرواية ليست شخصية نمطية، بل امرأة ذكية، متمسكة بقيمها، تنفتح على الحب بتأنٍ وكرامة. في هذا العمل، يقدّم يماني صورة شاعرية عن حائل ويرسمها كمدينة تحتضن الحب الصادق والبساطة النبيلة. وتُعالج الرواية بتدرّج سردي أنيق قضايا التفاهم بين البيئات، والاحترام المتبادل بين القيم المختلفة، حيث تنفتح حائل من خلال الحب على الآخر، دون أن تتنازل عن هويتها. زمن الرواية يقع في بداية الطفرة الاقتصادية، وفي خضم الانفتاح التدريجي على التعليم والعمل والتواصل بين مناطق المملكة.
رواية فتاة من حائل
روايات سعد بن خلف العفنان


سعد بن خلف العفنان هو واحد من أكثر الأصوات الفكرية تفردًا في المشهد الثقافي السعودي، هو الفلاح الحائلي البسيط، ابن "قرية السبََعان" ، العصامي الذي غادر قريته مبكرًا، وراح يخوض تجارب العمل في الدكاكين والمطاعم والعسكرية وأرامكو. انقطعت علاقته المبكرة بالتعليم، لكنه لم ينقطع عن التعلم أبدًا. التحق بالجيش ثم عمل نجّارًا، ثم بائعًا في دكان بالكويت، وهناك بدأت نقطة التحول؛ حين دخل مكتبة ووقعت عيناه على "تهذيب الأخلاق" لابن مسكويه، ومن هنا انطلقت شرارة المثقف داخله. ظلّ يقرأ، ويحلّل، ويقارن، ويكتب. لم تكن لديه شهادة علمية، لكنه ألّف أكثر من 65 كتابًا، وتحوّل من مجرد قروي بسيط إلى مفكر جريء وروائي مثير للجدل في زمنه.
ألف سعد العفنان ثلاث روايات وهي نصوص مشبعة بالتجربة، بالتاريخ الشعبي، بالغضب الصامت والذكاء الاجتماعي. رواية "غراس وناهضة " كتبها عن قريته وعلاقاته، دون أن يصرّح بالأسماء، مما جعل القارئ يحوّل كل شخصية إلى لغز. رواية "كفر كنعان" جاءت بلسانٍ ساخر، في نقد مباشر للمجتمعات التي تتوارى خلف قشور التدين والسياسة، بينما رواية "بنت الرصافة" فتحت نافذة على العراق من زاوية المثقف المتجول الذي عاش في بغداد ولم ينسَ وجعها.








روايات عبدالرحمن بن زيد السويداء
وُلد الأديب والمؤرخ عبدالرحمن بن زيد السويداء عام 1940 في بلدة المستجدة بمنطقة حائل، وترعرع بين سهولها وقراها، ليصبح لاحقًا أحد أبرز من وثقوا تحولات المكان والإنسان في نجد. عد السويداء من روّاد الكتابة التأريخية والاجتماعية في المملكة، وقد تجاوزت مؤلفاته 75 كتابًا تنوعت بين التاريخ، الأدب، اللهجة، التراث الشعبي، والنباتات، لكن أبرز ما يُميّز مشروعه الثقافي هو قدرته على الإمساك بروح المكان وتحولاته، وخصوصًا في منطقة حائل التي أفرد لها أكثر من 22 كتابًا.
على الرغم من تواضعه حين قال "وإن لم أكن بارعاً في الرواية"، فإن ما قدّمه عبدالرحمن زيد السويداء في رواياته هو أرشفة سردية لتحولات المجتمع السعودي، خاصة في منطقة نجد، إذ استخدم الرواية كمنصة لفهم الناس وتاريخهم وسلوكهم وقيمهم.
تمثل رواية "رائد" جيل الشباب المعاصر، الذين وُلدوا في ظل الوفرة والتيسير، حيث كل شيء مهيأ، وكل طريق ممهد. "رائد" ليس مجرد اسم، بل رمز لمرحلة لم تعرف المعاناة التقليدية، ما يجعلها في نظر السويداء بحاجة إلى وعي بالتاريخ حتى لا تفقد توازنها. أما رواية "فالح" فتمثل شخصية الجيل المخضرم، الذي عاش شظف الحياة القديمة وذروة الطفرة الحديثة، فمزج بين الصبر والفرص، وبين المعاناة والنجاح. "فالح" هو نموذج من تسلق الجبل دون حبال، ووصل القمة بجهده، فكان شاهدًا على مفارقات زمنين.
رواية "العزوف" تعالج مشاكل الزواج المعاصر، من حيث تأخر سن الزواج، وتعقيد الشروط، وتغير أولويات الشباب والفتيات. بأسلوب مباشر واقعي، يفتح السويداء ملفًا شائكًا حول تفكك المنظومة الأسرية، وغياب البساطة في العلاقات. أما رواية "مخاض الطفرة" فتلامس الرواية الفترة الحرجة من التحولات الاقتصادية والاجتماعية خلال الطفرة، حيث اجتاحت المجتمع موجة من التغيّرات الجذرية في القيم والسلوك، وظهر الصراع بين الماضي البسيط والحاضر المترف. وهي بمثابة مرآة لتلك الفوضى المنظمة التي عاشها السعوديون في تلك السنوات. أما رواية "وقع وصدى" فتضم ثلاثين قصة واقعية تعالج مشكلات الناس اليومية، بلغة بسيطة لكنها تنبض بالحكمة. تمثل هذه المجموعة نوعًا من الرواية الاجتماعية القصيرة، التي تحاول الإمساك بـ"صدى" ما يعيشه الناس أكثر من تقديم حبكة درامية تقليدية.












شخصيات أدبية أخرى
أدب ماب
جميع الحقوق مسجلة لدى هيئة الملكية الفكرية © 2025
Adapmap
خريطة الموقع