a desert scene with a white and orange background

روايات سعودية تحولت إلى أفلام

روايات سعودية تحولت إلى أفلام 🍿🎥

في السنوات الأخيرة، شهدت الساحة الثقافية السعودية تحولًا لافتًا، تمثّل في انتقال الرواية من صفحات الكتب إلى شاشات السينما. هذا التحوّل لم يكن مجرد اقتباس بصري للنصوص، بل هو محاولة لإعادة تقديم الهوية المحلية، وتحويل السرد الأدبي إلى لغة بصرية تتنفس بتفاصيل المكان والذاكرة. وفي هذا المقال، نستعرض أبرز الروايات السعودية التي تحولت إلى أفلام، مع تسليط الضوء على سياقاتها، مؤلفيها، وسنوات إصدارها، ضمن مشروع متكامل يجمع بين الأدب والصورة، الحكاية والمشهد.

رسم العدم – أشرف فقيه (2022)

تشيللو – تركي آل الشيخ (2021)

برؤية سينمائية واضحة، كتب تركي آل الشيخ روايته "تشيللو" كأنها سيناريو لفيلم نفسي غامض. تدور أحداث الرواية بين إيطاليا والسعودية والولايات المتحدة، وتتناول قصة آلة موسيقية تحولت إلى كيان حي، يعكس الصراع الداخلي لشخصيات الرواية. الرواية تحولت إلى فيلم عالمي أخرجه دارن لين بوسمان، وصدر في 2023، ضمن تجربة نادرة في تحويل الأدب السعودي إلى سينما رعب ذات بُعد فلسفي.

غراميات شارع الأعشى – بدرية البشر (2013)

في هذه الرواية، تنسج فاطمة عبد الحميد عوالم داخلية لنساء يعشن في فضاء متخيل يُدعى "سدرة"، حيث تتقاطع مصائرهن وأحلامهن في مجتمع يهمش أصواتهن. بأسلوب شاعري دقيق، تطرح الرواية أسئلة عن الهُوية والحرية، وعن الأنثى التي تحاول نسج واقعها بإبر الذاكرة والمقاومة. عُرضت كفيلم درامي ضمن "الغلاف الثالث"، لتُعيد تشكيل الذاكرة الأنثوية السعودية على الشاشة.

مقالات مشابهة

في تجربة فريدة من نوعها، يقدم أشرف فقيه روايته "رسم العدم" بوصفها عملاً روائيًا يستلهم التاريخ والخيال معًا، حيث يسرد سيرة عالم الرياضيات الإيطالي فيبوناتشي بطريقة تتجاوز السرد التقليدي. الرواية تستعرض العلاقة بين الأرقام والسلطة، بين الشرق والغرب، وتتناول صراع الإنسان مع مؤسسة الدين. تحولت الرواية إلى فيلم ضمن برنامج "الغلاف الثالث" في رمضان 2025، لتمنح المشاهد فرصة تأمل قصة علمية برؤية فلسفية.

ة النسوة – فاطمة عبد الحميد (2016)

أحمد المطلق

٠٦ ابريل ٢٠٢٥

تغوص الرواية في أجواء الرياض الشعبية منتصف السبعينات، حيث الحب، والهروب، والتحولات الاجتماعية. من خلال ثلاث شخصيات نسائية، ترسم بدرية البشر بانوراما دقيقة عن الوعي الأنثوي في مواجهة السلطة الذكورية، وصعود التيار الديني بعد حادثة جهيمان. عُرضت الرواية كفيلم ضمن برنامج "الغلاف الثالث"، لتعيد تمثيل زمن التحول من الأبيض والأسود إلى التلفزيون الملوّن، ومن الحب إلى التشدد.

ارتياب – بدر السماري (2013)

رواية نفسية عميقة تسرد القلق الداخلي لشخصياتها التي تعيش في حي البادية. من خلال ذيبان، وابن معتاز، ومبارك، يصوغ بدر السماري شبكة من الذكريات والخيبات والشكوك التي تتراكم في جسد المدينة. تحولت الرواية إلى فيلم ضمن "الغلاف الثالث"، واستخدمت عدسة السينما لرصد هشاشة الإنسان في مواجهة ماضيه وواقعه.

حوجن – إبراهيم عباس (2013)

أول رواية سعودية في أدب الفانتازيا الحديثة تتناول عالم الجن والإنس من منظور جديد. حوجن، الجني الطيب، يقع في حب فتاة بشرية، مما يفتح أبواب الصراع بين العوالم. بأسلوب بسيط وسلس، لامست الرواية جيل الشباب وتحوّلت إلى فيلم سينمائي في 2023، حظي باهتمام واسع محليًا وعالميًا.

القارورة – يوسف المحيميد (2011)

"القارورة" هي مذكرات امرأة سعودية في زمن حرب الخليج، تتعرض للخداع والزواج القسري والتشهير، في مجتمع محكوم بالتدين الظاهري. ترصد الرواية التناقضات الحادة بين الليبرالية والمحافظة، وتستخدم القارورة كرمز للبوح والكتمان. عُرضت الرواية كفيلم ضمن "الغلاف الثالث"، وفتحت نقاشًا حول سلطة المجتمع على جسد المرأة وقراراتها.

نحو الجنوب – طاهر الزهراني (2010)

بسرد رشيق، ينقل طاهر الزهراني رحلة بطل روايته من جدة إلى الجنوب، حيث يُعاد تشكيله قيميًا وإنسانيًا. "نحو الجنوب" تحكي عن العودة للأصل والهوية، وعن اكتشاف الذات في أحضان الجبال. الرواية تحولت إلى فيلم عام ٢٠١٣، وكانت من أوائل الروايات التي وجدت طريقها إلى الشاشة في شكل مستقل.

قنص – عواض شاهر العصيمي (2005)

رواية صحراوية عميقة، تدور في البادية، حيث تتداخل الأرواح بالحيوانات والرموز الصحراوية. "هذلا"، "فرحان"، و"الدربيل" يمثلون مزيجًا من البراءة، العنف، والتأمل. كل شيء في الرواية يتحرك بنظام "القنص" – أخذ ما تريده من العالم ولو بالقوة. الرواية عُرضت كفيلم ضمن "الغلاف الثالث"، واعتُبرت مرآة للوجدان البدوي في مواجهة الحداثة.

البحريات – أميمة الخميس (2007)

سرد أنثوي شاعري يتناول قصة "بهيجة"، القادمة من الشام إلى الرياض، والتي تمثل نموذجًا حيًا للتثاقف والمقاومة الناعمة وسط مجتمع ذكوري. "البحريات" ليست فقط قصة عن امرأة، بل عن مدينة كاملة تعيد تشكيل هويتها بفضل التأثير الأنثوي. عُرضت كفيلم ضمن "الغلاف الثالث" في رمضان 2025.

مدن تأكل العشب – عبده خال (1998)

تحفة سوداوية تسرد قصة "يحيى" الذي يحاول النجاة من مدن تستنزف روحه. الرواية ترصد حال المهمشين، ضحايا الحروب والسياسات، من خلال سرد متعدد الأصوات. تحوّلت إلى عمل درامي في "الغلاف الثالث"، واستحضرت مأساة جماعية على لسان فرد.

بريق عينيك – سميرة خاشقجي (1963)

من أوائل الروايات السعودية التي تحولت إلى فيلم مصري. تحكي عن "شروق"، مضيفة الطيران التي تمر بسلسلة من المآسي العاطفية والاجتماعية، تنتهي بمحاولة انتحار. الرواية لم تُكتب لتناقش قضية، بل لتثير المشاعر وتجذب القراء، بأسلوب درامي تقليدي. تحولت إلى فيلم في 1982.