a desert scene with a white and orange background

مراجعة رواية طنطورة

قصة الرواية:

تحكي رواية طنطورة سيرة شاب اسمه "يونس" عاد من طلب العلم في الجامع الأموي إلى قريته في ريف الحسكة، لتبدأ رحلة حياة متقلبة ما بين الفقد، والحب، والخذلان، والاستقرار، والهجرة إلى العُلا، حيث يجد في الطنطورة رمزًا للزمن والماء والحكمة. الرواية تروي فصولًا من تحولات يونس الداخلية، وعلاقته بزوجته ميار، والتاريخ الشعبي والمعماري لوادي القرى، وتنتهي بوصية عاطفية ودفن رمزي، يجعل من "الغرفة" نهايةً لعلاقة الحب والصراع بين النساء والوصايا.

مراجعة الرواية:

عبد الجبار الخليوي نجح في خلق توازن بين السرد الروائي التقليدي والوثيقة الاجتماعية. شخصية "يونس" كُتبت بوعي تربوي ووجداني، وجعلت من تحولات الفرد انعكاسًا لتحولات المجتمع. الانتقال بين الحسكة ودمشق والعُلا ثم العودة، يعطي الرواية طابعًا جغرافيًّا متنوعًا وثقافيًّا غنيًا.

النص يحمل طابعًا محافظًا دينيًا دون وعظ مباشر، ويُقدّم الحياة الريفية بتفاصيل دقيقة، خصوصًا في التعامل مع العادات والزواج العشائري والجهل بأحقية المرأة في الاختيار. المأساة التي مرت بها ميار كانت مفصلًا دراميًا مؤلمًا، كُتب بعناية وإن كان مشهد الاعتداء صادمًا.

السرد يتفرع كثيرًا، ويجنح أحيانًا نحو الحكاية الشفهية أو المحاضرة التقريرية، ما قد يُضعف من الشدّ الروائي في بعض الفصول، إلا أن الروح الإنسانية في الرواية تبقى حاضرة بقوة.

مكان وزمن الرواية:

المكان: سوريا (الحسكة، دمشق) ثم السعودية (العُلا، المدينة المنورة)

الزمن: ما بين أوائل القرن العشرين تقريبًا إلى منتصفه، متزامنًا مع انهيار الحكم العثماني وظهور الحملات الاستكشافية الغربية في العُلا.

تقييم أسلوب الكتابة:

أسلوب الخليوي يُشبه الكتابة التوثيقية، حيث يدمج بين السرد القصصي والتاريخ المحلي والمرويات الشعبية، وهذا يمنح الرواية قيمة معرفية، لكنه يُثقّل على الجانب الروائي أحيانًا، فيبطئ الإيقاع. الحوارات بين الشخصيات واقعية، وإن كانت تميل أحيانًا إلى التنظير أكثر من التجسيد.

تحسينات مقترحة:

تقليص الاستطرادات الطويلة خصوصًا في الجغرافيا والأنساب.

تعزيز الحبكة الدرامية بمفاجآت أقل توقعًا.

الحد من التقريرية في الفصول الأخيرة التي تشبه المذكرات.

الخلاصة:

إذا كنت تبحث عن رواية تمزج بين التوثيق المحلي والحب والتاريخ والهوية… طنطورة عمل جدير بالقراءة والتأمل.

📝

🧑‍💻

⭐️

🎬

آخر المراجعات

يدور الزمن وتكبر العقول وتزداد الوجوه جمالًا، وتنمو الطموحات الصغيرة وتتغيّر نظرة ذلك الشاب الأنيق لتلك الشابة الجميلة، وينمو طموح ذلك الطفل يونس في امتلاك تلك الطفلة ميار، وتتغنى النفس في الأمل وتُزهر بالآمال