مراجعة رواية القبيلة التي تضحك ليلاً
محرري منصة أدب ماب


قصة الرواية:
رواية تروى بلسان رجل خاض رحلة طويلة من العقم والوحدة، يتتبع خلالها أحزان الأبوة المفقودة، وصولًا إلى لحظة ميلاد طفلته "حنا" التي تواجه خطر الموت منذ اللحظة الأولى. السرد يدمج بين السيرة الذاتية، والتحليل الاجتماعي العميق، والتأمل الوجودي، في قالب أدبي مشبع بالشعرية والتوتر الداخلي.
مراجعة الرواية:
رواية القبيلة التي تضحك ليلاً ليست فقط تجربة أدبية، بل تجربة وجودية مؤلمة وصادقة. تحفر في العمق النفسي لرجلٍ مُنِع من الإنجاب لسنوات، وتُصوّر كيف تصبح الوحدة مكوّنًا يوميًا مثل الهواء. سرد سالم الصقور يتميّز بجرأته في مواجهة المحرّمات، وبلغة مُترفة بالألم والجمال. تنتقل الرواية بين المستشفى والقبيلة، بين الذكرى والحدث، بين الساخر والمهزوم، وتصنع من ذلك لوحة فريدة لجيل يترنّح بين تقاليد قاسية وواقع حديث متوحّش.
نجح الكاتب في جعل القارئ يختنق في اللحظة، يُشفق على الأب، ويتورّط عاطفيًا حتى آخر سطر. وبهذا، تصبح الرواية كأنها "عزاء مكتوب بلغة الشعراء"، ومرآة تعكس هشاشتنا في مواجهة الحرمان.
مكان وزمن الرواية:
تدور الأحداث بين مستشفى الولادة في مدينة نجران، وبين الطريق المؤدي إلى العاصمة الرياض متنقلاً بين فضاءات الذاكرة القبلية في جنوب الجزيرة العربية، وتحديدًا في محيط قبلي يوغل في التقاليد. الزمن يتراوح بين ليلة وضحاها ولحظات استرجاع تمتد لعقود مضت، مما يمنح السرد عمقًا طوليًا يتنقل بين الماضي والحاضر.
تقييم أسلوب الكتابة:
الكاتب يمزج بين أسلوب السيرة الذاتية والتأمل الفلسفي، مستفيدًا من لغته الكثيفة والمشحونة بالمجازات، وأحيانًا من التفاصيل الساخرة أو السوداوية التي تمنح النص طابعًا عاريًا من التجميل.
قد يُلاحظ في بعض المقاطع تشظّي في البناء السردي أو تشابك في الصور الذهنية، لكن هذا التشظّي يخدم موضوع الرواية ويعكس الحالة النفسية للبطل. كان من الممكن تحسين إيقاع الحكاية قليلًا عبر كبح بعض الاستطرادات أو تنويع المشاهد.
الخلاصة:
رواية "القبيلة التي تضحك ليلاً" عمل أدبي مشحون بالعاطفة والصدق، تتقاطع فيه مشاعر الأبوة المؤجلة مع قسوة المجتمع ووجع الانتظار.
اللغة متينة، السرد مؤلم، والواقعية تلامس الفلسفة.
نص ناضج يستحق أن يُقرأ أكثر من مرة. 😲
تقييمنا بإختصار:
📝
🧑💻
⏳
⭐️
🎬
آخر المراجعات
أدب ماب
جميع الحقوق مسجلة لدى هيئة الملكية الفكرية © 2025
Adapmap
خريطة الموقع