مراجعة رواية العوسج ٢

قصة الرواية:

رواية "العوسج 2" تواصل رحلة الغوص في العوالم السفلية بين صراعات القبائل الجنّية والإنس الملعونين بلعنات الأجداد. في هذه الملحمة، تتحول "كمد" إلى "سيرينا"، وريثة مملكة الجبل الأسود، لتقود قبائل الجن نحو خلاصهم من طغيان شاوزر ولعنة ماركوس القاتل. عالم يمزج الأساطير القديمة مع حبكة مليئة بالخيانة، الحروب، السحر، والبحث عن الخلاص.

مراجعة الرواية:

الجوهرة الرمال تكتب بأسلوب "سرد ملحمي تقريري" يميل إلى تفصيل المشهد كأنها تُلقي خطبة أسطورية، مما يمنح العمل طابعاً كلاسيكياً قريباً من الأدب الملحمي القديم. لغتها قوية، مشحونة بالعواطف، لكنها في بعض المواضع تعاني من "الاستطراد الزائد" الذي قد يُرهق القارئ، خصوصاً في الحوارات المطولة التي تحمل شحنة معلوماتية أكثر مما تحتمله لحظة الصراع.

رغم ذلك، نجحت الكاتبة في الحفاظ على زخم التوتر الدرامي حتى نهاية الرواية، وأبدعت في نقل مشاعر الشخصيات الداخلية في لحظات الانكسار أو الغضب.

كان يمكن تقليص بعض الفصول الوسطية لصالح تسريع الإيقاع، لكن الثبات في رسم العالم الأسطوري عوض عن هذا الارتخاء السردي. 

الإكثار من مشاهد الحوارات التخاطرية (قراءة الأفكار) جعل بعض اللحظات الحاسمة تفقد عنصر "الدهشة" التي تنتج عادة من تصاعد التوتر في الحوارات المباشرة.

مكان وزمن الرواية:

الأحداث تدور في عالم سفلي خيالي يجمع بين الكهوف البركانية والغابات المتاهية والقبائل الجنّية ذات الطقوس الخاصة. الأزمنة في الرواية غير محددة بوضوح لكنها تعطي إحساساً بأنها تدور في عالم "خارج الزمن البشري"، حيث تتداخل آلاف السنين مع لحظات من الحاضر، فـ"اللحظة عند الجن تعادل دهراً لدى البشر".

التحرك بين الأماكن - من قبيلة الأهوار، الكثيب الأحمر، عالم الرماديين، إلى المتاهة الكبرى - تم تصويره بدقة بصرية مدهشة تعزز من الإحساس بالتيه والانغماس في عالم العوسج.

تقييم أسلوب الكتابة:

الرواية تحمل نفس النفس الملحمي الطاغي الذي ميز الجزء الأول، لكنها في هذا الجزء أكثر عمقاً في البناء الأسطوري، حيث تركز الجوهرة الرمال على "ميثولوجيا الجن" بتفاصيل دقيقة وممتدة. الشخصيات تتطور بشكل لافت، خصوصاً "كمد" التي تتحول من فتاة مسلوبة الإرادة إلى "سيرينا" قائدة متمردة على لعنة سلالتها.

ما يميز العمل هو التوازن الرائع بين الدراما النفسية والملاحم القتالية؛ فالمعارك لا تُوصف فقط كصدامات جسدية بل كصراع مصيري بين الإرادة والقدر.

الجوهرة الرمال برعت في خلق عوالم متشابكة التفاصيل، دون أن تجعل القارئ يغرق في الحشو، بل تجذبه للتنقل بين صفحات الرواية كأنه جزء من تلك القبائل.

الخلاصة:

رواية "العوسج 2: ملحمة العالم السفلي" تقدم تجربة فانتازية سعودية ممتعة، مليئة بالرموز والأساطير المستوحاة من الميثولوجيا القديمة ولكن بطرح حديث ومليء بالدراما.

📝

🧑‍💻

⏳

⭐️

🎬

آخر المراجعات

أسرعت إلى الداخل لترى أعجب منظر تراه في حياتها، فهي قد سمعت عن التقمص وكثير من الجن لديهم هذه الطبيعة، لكن مفارقة الجسد الحابس للجسد المحبوس كان مشهداً لم تراه من قبل