مراجعة رواية أغنية قادمة من الغيم

قصة الرواية:

رواية تحكي عن رحلة راوي يُدعى خالد يعود إلى قريته الجبلية المفعمة بالعطر والمطر والذكريات، حيث تتقاطع حكايات الطفولة والقراءة والحب والتجارب القروية مع شخصيات استثنائية، أبرزها تاج السر، سوداني مثقف يعمل في الزراعة ويجيد تحليل الشعر والقصص الشعبية، يصبح بمثابة المعلم والمُلهم. عاطف شاب قروي بسيط لكنه مبتكر، يحاول توليد الكهرباء من صواعق البرق، فتتحول فكرته إلى مأساة. زيد طفل قروي نهم للقراءة، يعيش تحولات حادة بعد صدمة مأساوية تجعله ينعزل في الجبل. نمارق فتاة بدوية تهوى الكتب والشعر، تنشأ بينها وبين خالد علاقة حب استثنائية تنمو عبر الرسائل والقصائد وغيرها من الشخصيات الفريدة.

مراجعة الرواية:

رواية "أغنية قادمة من الغيم" ليست رواية بالمفهوم التقليدي، بل سيمفونية من الحكايات والمطر والضوء والموسيقى. مشاهد الرواية مكتوبة بروح شاعر، ونبض فلاح، وتأمل فيلسوف. الرواية عبارة عن مزيج استثنائي من الشعر والسرد والذاكرة الشعبية. من اللحظة الأولى، تجد نفسك في عالم يفيض بالماء والعطر والنار والحكايات. الرواية لا تسير بخط زمني واحد، بل تتقافز بين الذكريات والمواقف والشخصيات، مستخدمة أدوات السرد الشعري المكثف لتصنع لنا لوحة قروية/كوكبية.

مكان وزمن الرواية:

تقع الرواية في قرية جبلية سعودية متخيلة، تحرسها الجبال والوديان، وتحاصرها في النهاية المدن والتمدن الإسمنتي.

الزمن غير محدد بدقة، ولكنه يتنقل من الماضي البعيد (الحكايات الشعبية)، إلى الحاضر، ثم يقفز إلى المستقبل بعد عشر سنوات، حيث يختنق المكان بالعمران.

تقييم أسلوب الكتابة:

الكاتب عبدالعزيز النصافي يكتب بأسلوب أقرب إلى الشعر الحر المسكون بالصور الحسية والعاطفية، وكأن الرواية مجموعة قصائد متسلسلة، ترتدي أحيانًا عباءة الرواية، وتخلعها في مواطن عديدة.

- الرواية أشبه بعمل مركّب، سيرة، ميثولوجيا محلية، طقس غنائي، ونص شعري طويل.

- القوة الكبرى في الرواية تكمن في اللغة؛ لغة شعرية مدهشة، مصقولة، مبللة بالمطر والعطر. لكن ذلك أحيانًا يكون على حساب الحبكة أو البنية الروائية الكلاسيكية.

- كان يمكن تقليص الاستطرادات الطويلة التي قد تُرهق القارئ، وأيضاً تعزيز الحبكة المركزية أو جعل النهاية أكثر تماسكًا سرديًا.

الخلاصة:

رواية مشبعة بالشعر، إذا قرأتها، تتمنى أن لا يتوقف المطر أبدًا.

📝

🧑‍💻

⏳

⭐️

🎬

آخر المراجعات

كان البدوي القديم إذا برقت الغيمة تبرق عينه وتمطر، ويطير مع أولى قطرات المطر من شدة الفرح بجناحي الحب والسعادة مع الطيور والفراشات والنحل فوق الجبال والأشجار ويحلق على أضواء البروق من جبل إلى جبل ومن شجرة إلى شجرة.