a desert scene with a white and orange background

من هي زينب غاصب

وُلدت الشاعرة زينب غاصب في جزيرة فرسان، وهي واحدة من الأصوات الشعرية النسائية التي برزت في المشهد الأدبي السعودي بأصالتها وارتباطها الوثيق بالمكان والذاكرة. تنتمي إلى بيئة بحرية مشبعة بالتاريخ والجمال، وتنعكس هذه البيئة في معظم صورها الشعرية وإيحاءاتها العاطفية. حملت في قصائدها صوت الأمهات والجدات، وكتبت بروح امرأة ترى في الشعر وسيلة للبقاء والتوثيق والبوح. بعد وفاة والدتها انتقلت إلى جدة حيث أكملت دراستها الابتدائية والمتوسطة، ثم التحقت بمعهد المعلمين الثانوي وتخرّجت منه عام 1402هـ، لتبدأ مسيرتها المهنية في التعليم. حصلت على البكالوريوس في التاريخ من جامعة الملك عبدالعزيز، ثم دبلوم عالٍ في التربية من كلية التربية للبنات، وكانت تنوي إكمال دراستها العليا لولا صعوبات التفرّغ.

تكتب زينب غاصب الشعر الحر، وتنحو نحو اللغة التصويرية المشحونة بالحنين والرمزية، وتوظف التفعيلة ببراعة تمزج بين الصوت الأنثوي والوجدان الجمعي. تتقاطع في نصوصها تقاليد الحنين، والتمرد، والحب، والانتماء، والغياب، وهي موضوعات تتكرر بشكل واضح في تجربتها الشعرية، دون أن تفقد طزاجتها أو حسها الفردي. يظهر التأثر بتراث الشعر العربي الكلاسيكي ولكن بروح حديثة، تنحاز فيها للصوت الداخلي وتجربة المرأة في الهامش والمركز.

الهوية الأدبية والفنية

دورها في المشهد الأدبي والثقافي

تشكلت شاعرية زينب غاصب منذ الطفولة، حين كانت تقرأ نجيب محفوظ في الصف الثالث الابتدائي، وتعيش أجواء فرسان الملهمة. اختارت طريق الشعر والنثر بروح أنثوية شفافة، تنهل من الذاكرة والغياب، وتستعيد صوت الأمهات، وحميمية البيوت الطينية، وهمسات النسوة العائدات في مواسم العاصف. تكتب بلغة حنونة، مشبعة بالصورة والرهافة، وتجمع بين البساطة الشعبية وعمق الوجدان. 

برز اسم زينب غاصب كواحد من الأسماء النسائية في الصحافة الأدبية السعودية، وبدأ يُنشر لها في المجلات والصحف مبكرًا، حتى أصبحت من الأقلام المعروفة في الساحة. كانت ضمن الحضور النسائي المؤسس لوعي أدبي جديد، وظلت تُمثّل صوت المرأة الجنوبـية، القروية، المعلمة، والابنة التي حملت في قلبها إرث الأم وجراحها.

شاركت زينب غاصب في عدة أمسيات وفعاليات ثقافية، أبرزها أمسياتها في مسقط رأسها "جزيرة فرسان"، حيث قُدمت بوصفها صوتًا شعريًا منبثقًا من ذاكرة الجزيرة وثقافتها، واحتفى بها ملتقى فرسان الثقافي. تمثل غاصب جيلًا من الشاعرات السعوديات اللاتي حافظن على هوية المكان وأضفن عليه بعدًا وجدانيًا عبر الكتابة. كرّمتها إثنينية عبدالمقصود خوجة تقديرًا لمسيرتها، قبل أن تُحال إلى التقاعد المبكر. لها ديوانان شعريان، الأول بعنوان "للأعراس وجهها القمري"، صدر عام 2000م، والثاني "سِفر الغياب" صدر عام 2012م.

ماذا قالت في حضورها الإعلامي؟

شخصيات أدبية أخرى

ماذا قال عنها

في أمسيتها الشعرية بجزيرة فرسان، افتتحت زينب غاصب بكلمات وجدانية عبّرت فيها عن فرحها بقراءة الشعر في موطنها الأول، ثم ألقت نصًا طويلًا عنوانه غير مصرح به، لكن مضمونه كان إهداءً إلى "جدّاتها وأمهاتها من نساء فرسان قديمًا وحديثًا". في هذا النص، قدّمت لوحة شعرية نابضة بالحياة، جسدت فيها جمال البحر، الشوق، حضور النساء، الاغتراب، والقصص الدفينة، وامتزجت فيها الرموز الأنثوية (السواحل، السنابل، العطور، العتاب، السفن) بصورة غنائية رقيقة. قالت:

"أحبك يا عرس عمر السواحل

وإنشودة الصحو فوق السنابل

وأهلي البهيون سمر الكواحل

قديمون بالطيب، سخيون بالفيض..."

كما عبرت عن ألم الفقد والغياب والانتظار، وعن نساء يعبرن الزمان والذاكرة بحثًا عن صوت، عن لقاء، عن حلم مؤجل. أمسية زينب غاصب في جزيرة فرسان كانت لحظة عاطفية مشبعة بالحضور المكاني والذاكرة الأنثوية. قدّمت فيها الشاعرة قصيدة مطوّلة حملت تحية وجدانية لنساء فرسان، وعبّرت خلالها عن الحنين، والغياب، والشوق، والبوح المتوتر بين الحب والخوف، والتمنّي والعتاب. كانت القصيدة بمثابة مرآة شعرية للجزيرة ونسائها، صوتًا داخليًا شفافًا، ومشهدًا بصريًا تتردد فيه أنفاس البحر وهمسات الحنين.

زينب غاصب، شاعرة سعودية شغوفة من جدة، تنسج أبياتاً شعرية مؤثرة تمجد وطنها وتعكس القيم الإسلامية، زينب تدافع بحماس عن السعودية، تحتفي بثقافتها، وتخوض نقاشات حامية مع المنتقدين. مجتمع إكس، ، يظهر دعماً كبيراً لها، يدعون لشفائها ويثنون على إرثها الشعري."

أنا زينبُ ابنة عبده.. وأمي تسمى هبة.. ولدت بأرض يُطوِّقها البحر، من رأسها للجنوب، ومن شرقها للغروب