a desert scene with a white and orange background

من هي زكية العتيبي

الدكتورة زكية العتيبي، أكاديمية، ناقدة، قاصة، شاعرة، ومدرّبة. ولدت في مدينة الرياض، وبدأت مسيرتها العلمية من قسم اللغة العربية في جامعة الأميرة نورة، ونالت الدكتوراه في البلاغة القرآنية، ثم ترقّت في السلك الأكاديمي حتى أصبحت أستاذ دكتور (بروفيسور)، حيث أشرفت على رسائل علمية وساهمت في بناء برامج أكاديمية وإدارية داخل الجامعة وخارجها. عُرفت بتفاعلها المجتمعي المبكر، إذ بدأت الكتابة في الصحف منذ المرحلة الثانوية، واستمرت في المشهد الثقافي السعودي كصوت نسائي متمكن، يتقاطع فيه الحس النقدي مع الكتابة الإبداعية والعمل المؤسسي. 

ترتكز زكية العتيبي على فلسفة ترى في الأدب وظيفة علاجية، يتجاوز بها القارئ حدود المتعة إلى آفاق التشافي والتوازن النفسي. اختارت زاوية "بلاغة الرواية" لفهم تأثير النصوص السردية على الصحة الذهنية، وتخصصت في مفهوم "العلاج بالقراءة" (Bibliotherapy)، مستعرضةً أصوله الممتدة من إرث الحضارات القديمة حتى تطبيقاته الحديثة في برامج الصحة العامة. تكتب القصة القصيرة جداً، وتشتغل على البلاغة الحديثة، وتدمج بين علم النفس والأدب بطريقة لا تفتقد الحميمية ولا تفرّط في الصرامة العلمية.

الهوية الأدبية والفنية

دورها في المشهد الأدبي والثقافي

تشكل زكية العتيبي أحد أبرز الوجوه النسائية في الثقافة السعودية المعاصرة. جمعت بين العمل الأكاديمي والنشاط الثقافي، فشاركت في مؤتمرات داخلية وخارجية، وقدّمت أوراقًا بحثية تناولت البلاغة والهوية النسوية والسرد. ترأست أقسامًا ثقافية وإدارية، وأسهمت في تأسيس برامج أكاديمية جديدة، كما حملت لواء التوعية بأهمية الأدب في تحسين جودة الحياة، لا سيما للمرأة العاملة. بصوت متزن وخطاب عقلاني، تناولت قضايا الأدب النسائي، العلاقة بين القارئ والنص، وخطر الأدلجة على الإبداع. 

من أبرز إنجازاتها البحثية هو دراستها "بلاغة الخطاب الروائي وتأثيره على الصحة العامة للمرأة السعودية"، والتي شكّلت مساهمة نادرة في الربط بين السرد والصحة النفسية. تضمنت نتائجها:

- للرواية أثر ملحوظ في رفع الإيجابية والقدرة على التعبير عن الذات.

- تفيد الروايات في تحسين الصحة الذهنية بدرجة أعلى من النفسية.

- القراءة الواعية شرط للاستفادة، وإلا فقد تؤدي الرواية دورًا عكسيًا.

أشرفت على بحوث علمية، وشاركت في تأسيس برامج ماجستير ودكتوراه، وأسهمت في تقييم برامج اللغة العربية على المستوى الوطني، وتولت مناصب إدارية في جامعة الأميرة نورة. كما درّبت مئات الطالبات والقيادات في مهارات الجودة واللغة والتطوير المهني، وأطلقت مبادرة "أنا ملهمة" لتأهيل الشابات.

إبداعيًا، نشرت مجموعات قصصية مثل:

- أنثى الغمام (2013)

- رسائل متعثرة (2015)

- هطول لا يجيء (2017)

كما أصدرت كتبًا نقدية وبلاغية منها:

- الأسرار البلاغية في سورة التوبة

- تحت ظل آية

وأسهمت أبحاثها في دراسة الشعر، الخطاب النسوي، القصة القصيرة جداً، وبلاغة تويتر. وقد دُرست أعمالها الإبداعية في رسائل علمية، وذكرت في كتاب الأدب للصف الثالث الثانوي كممثلة بارزة للقصة القصيرة جداً في السعودية.

ماذا قالت في حضورها الإعلامي؟

شخصيات أدبية أخرى

ماذا قال عنها

في لقاء "الأدب معالجاً" سلّطت زكية العتيبي  الضوء على القراءة كفعل تأملي وعلاجي، مؤكدة أن الأدب أداة لبناء الذات لا للتسلية فقط. دعت إلى تفعيل القراءة كروتين حياتي، وربط الأدب بالواقع النفسي والمجتمعي. شكّلت مداخلاتها ومداخلات الجمهور مشهدًا حيًا يعكس اتساع حضور هذا الخطاب، خصوصًا بين النساء السعوديات. وختامًا، كانت دعوتها أن ندع الجمال يعالج ما لا تعالجه الكلمات، وأن يكون الأدب طريقًا لفهم الذات قبل أن يكون وسيلة لهروبها. قالت العتيبي:

"الرواية ليست للمتعة فقط، بل قد تكون طريقًا إلى التوازن، إلى الوعي، إلى الشفاء... لكنها سلاح ذو حدين. تمامًا كالجمال: لا يمكن الإمساك به، لكنه يؤنسك."

كما تناولت أهمية القراءة الواعية، والفرق بين العلاج بالأدب والعلاج بالسرد، وعبّرت عن مخاوفها من الروايات المؤدلجة التي تهدم بدلاً من أن تبني. دعت إلى اختيار الأعمال التي تُهذب الذائقة وتساعد الإنسان على مواجهة نفسه، لا الهروب منها.

"باحثة أدبية وشاعرة، تنسج تأملات عميقة حول الوعي والتواصل الإنساني، مؤمنة بأن الكلمات تحمل طاقة عاطفية تشكل العقول وتُلهم الحكمة.  تكتب تأملات شعرية عن الصباح، القوة الداخلية، والسلام، وتحتفي بالحفاظ على اللهجة السعودية. مجتمع X يحتفي بكتاباتها  الشعرية والعميقة، حيث أثنوا على تعبيراتها الإبداعية."

"الرواية ليست للمتعة فقط، بل قد تكون طريقًا إلى التوازن، إلى الوعي، إلى الشفاء... لكنها سلاح ذو حدين. تمامًا كالجمال: لا يمكن الإمساك به، لكنه يؤنسك