a desert scene with a white and orange background

من هي فوزية أبوخالد

الدكتورة فوزية أبو خالد هي شاعرة وأكاديمية وكاتبة سعودية، وُلدت ونشأت في المملكة العربية السعودية، وتخصصت في علم الاجتماع، حيث عملت أستاذة في قسم الدراسات الاجتماعية بجامعة الملك سعود. تمتد تجربتها الأدبية لأكثر من أربعة عقود، وهي من أوائل الأصوات النسائية التي ظهرت في المشهد الشعري السعودي والعربي. إلى جانب مسيرتها الأكاديمية، كتبت المقال والبحث والنص الإبداعي، وشاركت في العديد من المحافل المحلية والدولية، وتُرجمت أعمالها إلى لغات أخرى، وأُلقيت قصائدها في منابر مرموقة كالأمم المتحدة، ما جعل منها صوتًا شعريًا وإنسانيًا مؤثرًا على مستوى العالم العربي

تُعد فوزية أبو خالد رائدة قصيدة النثر في السعودية، وواحدة من أبرز الأصوات النسوية والإنسانية في الشعر العربي الحديث. تكتب نصوصها بروح متمرّدة تجمع بين الرهافة والصلابة، وتُعلي من قيمة الأسئلة، وتجعل من اللغة معبرًا فلسفيًا ونفسيًا واجتماعيًا. في دواوينها المتعددة، تشتغل على "شجن الجماد"، و"ملمس الرائحة"، و"رمزية الماء"، و"حيوية الأسئلة"، وتدمج ما هو حسي بما هو تأملي، فتمنح للجماد مشاعر، وللرائحة معاني، وللأمومة تمثلات فلسفية، وللألم طاقة للتحول والإحياء. شعرها يستند إلى طاقة لغوية عالية، فيها دهشة الصورة، وغزارة المجاز، وتكثيف شعوري لا ينفصل عن رؤيتها الفكرية العميقة. في عام ٢٠١٤، أصدرت المجلد الكامل لأعمالها الشعرية.

الهوية الأدبية والفنية

دورها في المشهد الأدبي والثقافي

مثّلت فوزية أبو خالد الصوت النسائي الشعري الذي خرج من قلب المجتمع السعودي ليصل إلى العالم، عبر مشاركات في محافل أدبية من نيويورك إلى مانشستر، ومن بيروت إلى أستراليا.قصائدها تُدرّس وتُترجم وتُلقى في الأمم المتحدة، وتغنّى في المسارح، وتُحتفى بها في المؤسسات الأكاديمية والفنية، وكانت مصدر إلهام لتجارب موسيقية وفنية تشكيلية. ساهمت في كسر احتكار الذكور للمنابر الشعرية، وكانت من أولى الشاعرات السعوديات اللاتي قرأن قصيدة النثر علنًا، وجعلن منها فنًا حيًّا له جمهوره، بعد أن كان مهمشًا ومنعوتًا بالهامشية. كما ألهمت أجيالًا من الشاعرات، وساعدت في بلورة مشهد نسوي شعري قوي، دون أن تنحصر في قضية المرأة فقط، بل اتسعت رؤيتها لتشمل الإنسان ككل، بآلامه، حرياته، أسئلته، وأحلامه.

شاركت أيضًا بصفتها عضو لجنة تحكيم برنامج "المعلّقة" الشعري، الذي يُعنى باكتشاف الأصوات الشعرية الجديدة من مختلف أرجاء العالم العربي، ويُعد من أبرز المبادرات الثقافية التي تجمع بين الأصالة والحداثة في الشعر العربي. تحضر في قصائد الدكتورة فوزية قضايا المرأة، الأمكنة، الذاكرة، الطفولة، الوطن، كما تميزت بجمعها بين الحس الشاعري والعمق السوسيولوجي. لا ترى الشعر وسيلة للخطابة أو الشعارات، بل "تحويل لحظة الفرح أو الألم إلى ماء"، بحسب تعبيرها. أسهمت أيضًا في إثراء المعرفة عبر كتابتها للأطفال ("طيارات الورق")، وكتبها النوعية مثل "كمين الأمكنة" و"سيرة الأمهات"، التي وثقت عبرها التنوع الثقافي في السعودية وسير النساء المنسيات. كما شغلت موقعًا مهمًا في الصحافة السعودية والعربية، ودرّست أجيالًا من الطلاب داخل وخارج المملكة.

ماذا قالت في حضورها الإعلامي؟

شخصيات أدبية أخرى

ماذا قال عنها

في أمسية ضمن الشريك الأدبي امتدت على مدى ساعتين، قدمت فوزية أبو خالد خلاصة أربعة عقود من الشعر والروح، حيث قرأت قصائد جديدة، وناقشت مشروعها الإبداعي، وتلقت مداخلات مؤثرة من نقاد وشعراء وأصدقاء وطلاب. عكست الأمسية عمق تجربتها، وانفتاحها على الألم والتحول، وأكدت أن قصيدة النثر وُلدت من جديد حين خرجت من الدواوين إلى المنابر، ولامست القلوب. اختُتمت الأمسية برسالة شعرية إلى الألم، تُوّج فيها ملكًا وملهِمًا، مع رجاء باستعادة الحرية. كانت أمسية مكتظة بالحب، بالشعر، بالاعتراف، بالتقدير، وبالحياة.تحدثت الدكتورة فوزية عن متعة إلقاء الشعر على أرض الوطن، بعد مشاركات واسعة في الخارج، وعبّرت عن دهشتها وسعادتها بالاحتفاء الكبير الذي حظيت به أمسيتها. قدّمت قصائد غير منشورة، منها "اكتبيني"، و"ماذا أريد"، و"طاقة القدر"، و"القصيدة الأخيرة"، و"أيها الألم"، وجاءت محمّلة بالرغبة في التحرر، والحب، والشعر، والمقاومة. أكّدت أن مشروعها الشعري ليس نسويًا فقط، بل إنساني شامل، يتطرق إلى قضايا الفقد، والمقاومة، والماء، والرائحة، والأمومة، والوجدان الجمعي. أجابت على تساؤلات عميقة حول الحزن، والذات، والتمني، والطفولة، مؤكدة أن روح الطفلة فيها لا تزال حيّة، تغذّيها الصداقة، والشباب، والاحتكاك بالحياة، وأن الأسئلة هي طريقتها في مقاومة التقاعد، والعدمية، والخمول. مما قالت في اللقاء:

عن علاقتها بالشعر:

قالت إنها بدأت الكتابة منذ الطفولة، "كتبت الشعر قبل أن أقرأه، وكنت أتخيل القصائد في رأسي ثم أدوّنها". ترى أن الشعر تجربة وجودية بالدرجة الأولى، وأن القصيدة الجيدة لا تحتاج إلى جنس محدد، سواء كانت تفعيلة أو نثرًا أو عمودية.

عن تأثير الوالدين:

أشارت إلى أن والدتها كانت مشجعة للعلم والثقافة، وكانت تصطحبها إلى المكتبات والجامعات في طفولتها، مما غرَس فيها حب المعرفة. أما والدها الشاعر فقد أثّر في ذائقتها الجمالية، وكان أول من عرّفها على الشعر العربي الكلاسيكي.

عن الأمكنة:

تحدثت عن ارتباطها العميق بالأمكنة في السعودية، من نجران إلى جدة، ومن الطائف إلى حائل، وقالت: "كل مدينة عبرت بي تركت وشمًا في لغتي، وكل قرية أعطتني لهجةً شعرت أن فيها بيتًا شعريًا خفيًا". واعتبرت أن مشروع "كمين الأمكنة" ليس فقط تأريخًا جغرافيًا، بل نوع من التوثيق العاطفي والثقافي للأماكن.

عن الوطن:

قالت: "الوطن ليس فقط خريطة، بل هو ذاكرة ولغة ورائحة. الوطن حين نحمله داخلنا، لا يمكن مصادرته". وأشارت إلى أن السعودية تمر بتحولات إيجابية عميقة، وأن دور المرأة لم يعد مجرد هامش، بل أصبح مركزًا في الفعل الثقافي.

عن المرأة والشعر:

رفضت اختزال تجربتها في "الشاعرة النسوية"، مؤكدة أنها كتبت للإنسان أولًا، لكنها لا تخجل من تمثيل قضايا المرأة. وقالت: "لم أكتب القصيدة لأجل أن أصرخ، بل لأجل أن أتنفس".

"الدكتورة فوزية أبو خالد، شاعرة وأكاديمية، تجمع بين علم الاجتماع والشعر للدفاع عن العدالة والجمال، مؤمنة بأن الشعر يشعل القلوب ضد الظلم.  تنسج قصائد تمجد الحب والإيمان والوطن، تحتفي بسحر العيد وسرعة الزمن. مجتمع إكس يحتفي بإسهاماتها  الأدبية والشعرية، حيث أشادوا بصمودها و بكتابها "سيرة الأمهات"."

كل مدينة عبرت بي تركت وشمًا في لغتي، وكل قرية أعطتني لهجةً شعرت أن فيها بيتًا شعريًا خفيًا