من هي دوش الدوسري
أحمد المطلق
الدكتورة دوش بنت فلاح الدوسري أستاذة الأدب والنقد الحديث في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن. حصلت على الدكتوراه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى عن أطروحتها حول "التعبير عن الذات في الشعر السعودي المعاصر: الرؤية والفن عند جيل شعراء السبعينات والثمانينات"، كما نالت الماجستير عن "مفهوم الشعر عند شعراء التفعيلة المنظّرين: دراسة نقدية". تنقلت في عدد من المناصب الإدارية داخل الجامعة، فشغلت منصب رئيسة القسم، ووكيلة الشؤون التدريبية، ووكيلة الجودة في معهد تعليم اللغة العربية، إضافة إلى كونها أستاذ كرسي بحث في صحيفة الجزيرة للدراسات الأدبية.
تُعد د. دوش من الأصوات النقدية التي توازن بين المنهج العلمي والوعي الجمالي، وتؤمن بأن لغة النقد ليست حكرًا على الجفاف الأكاديمي، بل يمكن أن تكون لغة رائقة مبدعة حين يكون الناقد شاعرًا في داخله. تهتم كثيرًا بالعناوين النقدية، وتراها بوابة للدهشة والمجاز، كما هو واضح في أعمال الناقد علي جعفر العلاق، الذي ترى فيه نموذجًا فريدًا للناقد الشاعر. تنتمي الدكتورة دوش إلى التيار النقدي التأملي، حيث لا تكتفي بتحليل النصوص من الخارج، بل تنغمس فيها بوصفها تجارب إنسانية ذاتية تتقاطع مع حياتها ووجدانها. لا تتعامل مع الشعر بوصفه مادة قابلة للتفكيك فقط، بل كـ"حكاية" ذات أثر وجداني عميق، كما يتضح من اختيارها لعنوان كتابها "حكايا الشعر". تتميز لغتها النقدية بالمزج بين الدقة الأكاديمية والدفء العاطفي، وتستند إلى رؤية جمالية وإنسانية تتجاوز المقاربات الشكلية التقليدية.
الهوية الأدبية والفنية
دورها في المشهد الأدبي والثقافي
تلعب د. دوش دورًا فاعلًا في تنشيط الحراك النقدي، سواء عبر إشرافها على الرسائل الجامعية، أو تحكيمها للأبحاث والمجلات، أو مشاركتها في المؤتمرات والندوات. أسهمت أيضًا في بناء الوعي النقدي لدى طالباتها، وتدريبهن على امتلاك اللغة والتفكير النقدي الرصين. كما شاركت في عدد من لجان الجوائز، وكانت عضوًا في لجنة فحص مواد قاموس الأدب والأدباء في المملكة. وتولي اهتمامًا خاصًا بالكتابة الإبداعية، إذ قدمت دورات وحقائب تدريبية في هذا المجال.
مثّلت الدكتورة دوش الدوسري صوتاً ناقداً واعياً داخل الساحة الأدبية السعودية، إذ ساهمت في تقديم قراءات جديدة لشعراء معاصرين عرب وسعوديين، عبر منظور يتكئ على الذائقة وعلى التحليل الجمالي. أسهمت في تعزيز النقد الأدبي من داخل الجامعة، ومن خلال المحافل الثقافية والصالونات الأدبية، وكانت ضيفة متكررة في الفعاليات التي تحتفي بالكتاب والشعر والنقد، ما جعلها إحدى الوجوه المؤثرة في المشهد الثقافي المحلي.
من مؤلفاتها:
- العنوان: تشكيلي الجمالي ومحاوره الدلالية، دراسة في شعر عبدالعزيز العجلان. 2016.
- تأثير كتاب طوق الحمامة لابن حزم في رواية "الطوق الحمام" لرجاء عالم: دراسة في ضوء نظرية التعلق النصي. 2016.
- مقالات (في عين العاصفة) للدكتور غازي القصيبي – دراسة تداولية . 2021
- نازك الملائكة: تحولات الرؤية والفن. 2022.
- حكايا الشعر : مقاربات نقدية لنصوص شعرية معاصرة. 2023.
ماذا قالت في حضورها الإعلامي؟
شخصيات أدبية أخرى
ماذا قال عنها
في أمسية توقيع كتاب حكايا الشعر في قيصرية الكتاب، قالت الدكتورة دوش إن كل قصيدة ناقشتها في كتاب "حكايا الشعر" كانت تحمل حكاية شخصية معها، مؤكدة أنها لا تدرس الشعر فقط، بل تحبه وتراه رفيقًا روحيًا. في المبحث الأول حللت مفارقة محمود درويش الذي اعتبر نفسه "ملك الصدى"، مقارنة بالمتنبي "الصائح المحكي"، مشيرة إلى أن درويش تبنّى تواضعًا شعريًا يعكس رؤيته الإنسانية. أما محمد الثبيتي فكان موضوع المبحث الثاني، حيث غاصت الدكتورة في معجمه الصحراوي الذي وصفته بـ"الإغراق"، معتبرة أن الصحراء كانت تشكّل هوية شاعرية له لا مجرد موضوع. أما المبحث الثالث فكان عن "التكثيف الشعري" في قصيدة عدنان الصائغ "العراق"، وناقشت فيه كيف تتحول الكلمات القليلة إلى فضاء من المعاني، وكيف يصبح "الصمت" نفسه شكلاً من أشكال التكثيف. وفي المبحث الأخير تناولت "ثنائية الشجرة والحطاب" في الشعر العربي الحديث، بوصفها رمزًا للتناقض الوجودي، مستحضرة تجليات هذه الصورة منذ الأساطير وحتى قصائد الشابي.
أما في لقاء نادي الكتّاب للكتابة تحدثت الدكتورة دوش عن "لغة النقد بوصفها إبداعًا"، مؤكدة أن العناوين النقدية قد تكون مجازية وملغّزة كما في الشعر، مثل كتابات الدكتور علي جعفر العلاق (ها هي الغابة، فأين الأشجار؟). ترى أن الناقد حين يكون مبدعًا، لا يستطيع أن يتخلى عن لغته الجميلة حتى في كتاباته العلمية. وناقشت أيضًا كيف أن لغة النقد تتقاطع مع الفلسفة، مشيرة إلى أن جميع المناهج النقدية قامت على أسس فلسفية، وأن فهمها يتطلب وعيًا فكريًا متينًا. كما عبّرت عن قلقها من شيوع المجاملات في المقالات النقدية، مؤكدة أن الناقد ليس مهمته المديح بل كشف جودة النصوص.


باحثة أدبية شغوفة، تقدم رؤى عميقة حول الشعر والنقد الثقافي، وتدافع عن القراءة الواعية وحكمة الأدب العربي. تنسج تأملات شعرية حول الأدب، الطبيعة، والإيمان، من حكمة محمود درويش إلى الأعماق العاطفية للأفلام. مجتمع إكس يشيد بها لمساهماتها الأدبية الملهمة وحضورها الراقي.








"أنا لستُ دارسةً للشعر فقط، بل محبة له، وكل قصيدة في كتابي كانت تحمل حكايةً خاصة بيني وبينها.






أدب ماب
جميع الحقوق مسجلة لدى هيئة الملكية الفكرية © 2025
Adapmap
خريطة الموقع