من هو سفيان السعدون
أحمد المطلق
سفيان خالد السعدون كاتب وروائي سعودي، ينتمي إلى جيل متنوع الاهتمامات، فقد تنقّل بين تطوير رأس المال البشري، والإعلام الرياضي، وإعداد وتقديم البرامج، قبل أن يرتدي "قبعة الأدب" ويخوض غمار الرواية. بدأ مشواره الروائي برواية يوميات طفل سعودي في بغداد (2020)، التي وثّق فيها تجربة سعودية داخل العراق في زمن الحصار، ثم تبعها بعمله الثاني للأرز أسرار في المدينة المنورة، الذي لاقى اهتمامًا لافتًا لما حمله من مزج سردي عميق بين السياسة والحب والدين والهوية.
يكتب سفيان السعدون من قلب التجربة ومن حدود الواقع المتخيّل. لا يدّعي الانتماء إلى مدرسة أدبية محددة، بل يتبع "إلهام اللحظة" وينسج نصوصه من مزيج بين التجارب الشخصية والمعطيات التاريخية والدينية. تتسم رواياته بالحس التوثيقي من دون أن تقع في فخ التقريرية، فهو يدمج بين الحقيقة والخيال ليخلق سردًا يُقنع القارئ بأن كل ما يقرأه حدث فعلاً.
الهوية الأدبية والفنية
دوره في المشهد الأدبي والثقافي
يمثّل سفيان السعدون صوتًا سعوديًا يجرؤ على الذهاب إلى "المناطق الرمادية"، متجاوزًا السائد والمألوف في السرد المحلي. بروايته الثانية، قدّم نموذجًا مختلفًا للرواية السعودية العابرة للحدود الجغرافية والثقافية، حيث كتب عن الحرب الأهلية اللبنانية في سبعينيات القرن الماضي، من خلال قصة دبلوماسي سعودي عاش قصة حب مع فتاة لبنانية مسيحية، مع التطرق لقضايا حساسة مثل الزواج المدني، الطائفية، والانقسام السياسي، دون أن يقع في المباشرة أو التحامل. عمله يعكس ثراء الشخصية السعودية، وانفتاحها الثقافي والديني، ويدعو لتوثيق هذه التجارب أدبيًا، لا تاريخيًا. منجزاته الأدبية:
- صدور روايته الأولى يوميات طفل سعودي في بغداد (2020)، والتي وظّف فيها اللهجة العراقية، وضمّنها قاموسًا خاصًا للمفردات ليساعد القارئ على عيش التجربة بلسان أهلها.
- صدور روايته الثانية للأرز أسرار في المدينة المنورة (2023)، التي لاقت إشادة لجرأتها وثرائها وتوظيفها لعناصر سياسية ودينية وتاريخية عابرة للدول.
اعتماده على لجان قراءة متنوعة لتقويم نصوصه قبل النشر، في سعي واعٍ لتحسين العمل الأدبي واستقبال النقد البنّاء.
ماذا قال في حضوره الإعلامي ؟
شخصيات أدبية أخرى
ماذا قال عنه
في لقائه مع صالون نُبْل الثقافي، كشف سفيان السعدون عن خلفيات روايته "للأرز أسرار"، مسلطًا الضوء على فكرة النص، ونشأتها من موقف شخصي، ثم تطورها إلى مشروع روائي متكامل تطلّب عامين من البحث والكتابة. تحدث عن التحديات التي واجهها أثناء بناء الشخصيات وربطها بالأحداث التاريخية، واختياره للهجات العامية رغم رفضه السابق لها. كما أشار إلى تأثير الكتابة عليه نفسيًا، قائلاً إنه شعر بألم حقيقي عند "الانفصال" عن الشخصيات بعد الانتهاء من النص. اللقاء حمل طابعًا وجدانيًا وثقافيًا غنيًا، كشف فيه الكاتب عن رغبته بتوثيق الثراء الإنساني السعودي عبر الأدب، لا التاريخ، مؤكدًا أن ما لم يُكتب بعد، هو الأهم. قال في اللقاء:
عن فكرة الرواية:
"ليست كل الأسرار يجب أن تُكشف. من قال إن كل سر يجب أن يُعلن أمام الناس؟"
"الرواية بدأت برسالة، ثم مشيت في ممشى، فبدأت الشخصيات تتشكل في ذهني، شخصية وراء أخرى."
عن شجرة الأرز في المدينة المنورة:
"كل شيء له مكان في المدينة المنورة، حتى الغرباء يجدون فيها مساحة. فلمَ لا تنمو شجرة أرز لبنانية في طيبة؟"
"نعم، بيئة المدينة لا تسمح بزراعة الأرز، لكن في الرواية نمت شجرة الأرز، وتحدّت المستحيل."
عن ربط السعودية بلبنان:
"كنت أبحث عن رابط بين السعودية ولبنان، وفكرة الرواية في البداية كانت تدور في الأحساء، ثم دفعتني الحقائق التاريخية إلى المدينة المنورة."
"فوجئت بأن معظم أعضاء البعثات الدبلوماسية السعودية في لبنان خلال السبعينات من أهل الحجاز، ومن هنا نشأت شخصية حمد المنذري."
عن بناء الشخصيات:
"جان بطرس، الكوماندور، شخصية وهمية، لكنه يزامل أتيان صقر، الحقيقي، الملقب بأبو أرز... فصار اسم (أرز) حقيقيًا ومتسقًا."
"كنت أكتب وأشعر بالدهشة، كأن الأحداث تنتظرني، كأن الرواية تكتب نفسها."
عن التحديات الدينية والسياسية:
"كنت أعتقد أن الرواية لن تُجاز. لكن السقف مفتوح، وحرية الطرح أصبحت ممكنة."
"الرواية تطرقت للدين والسياسة، ولطوائف متعددة، لكن حرصت على إبقاء الطرح في إطار سردي أدبي، لا توثيقي مباشر."
عن اللهجات في الرواية:
"كنت سابقًا لا أقتنع باستخدام العامية في الأدب، لكن حين كتبت روايتي الأولى وجدت نفسي أكتب بلهجتهم، ومن يومها تغيّرت قناعاتي."
"في هذه الرواية استخدمت اللهجات: اللبنانية، الحجازية، البيروتية… وكان التحدي أن أحافظ على خصوصية كل لهجة دون أن أفقد تماسك النص."
عن أثر الكتابة عليه:
"عانيت كثيرًا بعد الانتهاء من الرواية. شعرت بالألم، كأنني انفصلت عن أشخاص عشت معهم سنتين."
"أنا لا أقرأ كتبي بعد النشر مباشرة. أبتعد عنها حتى لا أعود وأرتبط بالشخصيات من جديد."
عن توثيق الثراء الإنساني السعودي:
"الإنسان السعودي ثري بالتجربة والروح والثقافة… الأدب لم يوثّق هذه التجربة كما يجب."
"روايتي الأولى وثقت تجربة سعودية في العراق، وهذه توثق تجربة سعودية لبنانية في السبعينات."


هو محلل كرة قدم شغوف وروائي، يمزج بين التحليل التكتيكي الحاد والإبداع الأدبي، ويؤمن بقوة الصالونات الثقافية لإثراء العقول من خلال روايته للأرز أسرار في المدينة المنورة.






الرواية تطرقت للدين والسياسة، ولطوائف متعددة، لكن حرصت على إبقاء الطرح في إطار سردي أدبي، لا توثيقي مباشر






أدب ماب
جميع الحقوق مسجلة لدى هيئة الملكية الفكرية © 2025
Adapmap
خريطة الموقع