من هو صالح بن زياد
أحمد المطلق
الدكتور صالح بن زيّاد الغامدي، أستاذ النقد الأدبي في كلية الآداب بجامعة الملك سعود، وناقد وأكاديمي سعودي بارز وُلِد في قرية الراعب بمحافظة بلجرشي في منطقة الباحة. يشغل منصب رئيس مجلس إدارة جمعية الأدب المهنية، وهي أول جمعية أدبية مهنية تتبع وزارة الثقافة، ويساهم من خلالها في دعم العمل الثقافي المؤسسي وتفعيل الحراك الأدبي الوطني.
يُعد الدكتور صالح زيّاد من أبرز الأصوات النقدية والفكرية في السعودية المعاصرة، إذ تنطلق رؤيته من الإيمان بأهمية الأدب كوسيلة لصياغة الفكر واستثارة التساؤل، لا كحالة جمالية فقط. تتجلى هويته في الانفتاح على مختلف المدارس الأدبية من المحاكاة إلى التفكيكية، وفي تمسكه بقيم التعدد والاختلاف ورفضه للجمود الثقافي. كما تميّز بمزج تجربته الشخصية بالأطر الفكرية الواسعة، جامعًا بين العمق النظري والانخراط العملي في الحراك الثقافي.
الهوية الأدبية والفنية
دوره في المشهد الأدبي والثقافي
كان لصالح زيّاد حضور محوري في المشهد الثقافي السعودي على عدة مستويات؛ فهو أستاذ جامعي خرّج أجيالًا من الباحثين والنقّاد، وعضو فاعل ورئيس في لجان تحكيم مرموقة مثل لجنة الشعر في سوق عكاظ. ويُعد محرّكًا مؤسسيًا بارزًا ساهم في تأسيس جمعية الأدب المهنية، مشرفًا على برامجها ومجلاتها الخمس المتخصصة في النقد، السرد، الشعر، الأدب الشعبي، والنظرية الأدبية. كما تميّز بمساهمته في إعادة فتح النقاش حول مفاهيم كبرى مثل "الغموض"، "الأصالة"، و"الحداثة" في الشعر والرواية، رابطًا بين النظرية والسياق المحلي.
أصدر عددًا من الكتب المؤثرة من بينها: سجون الثقافة (رُشّح لجائزة الشيخ زايد للكتاب)، والرواية العربية والتنوير الذي حصل على جائزة وزارة الثقافة والإعلام عام 2016، وآفاق النظرية الأدبية من المحاكاة إلى التفكيكية الحائز على جائزة جامعة الملك سعود. كما ترجم كتابًا مرجعيًا بعنوان قيم الدراسات الأدبية لمجموعة من أبرز النقاد والمنظّرين العالميين، وكتب تصديره الدكتور سعد البازعي. وفي بداياته، حصل على جائزة القصة القصيرة من نادي جازان الأدبي عن قصته الرمزية "البئر"، كما قاد نقاشات معمّقة حول تحوّل المشهد الأدبي من هيمنة الشعر إلى طفرة سردية على المستوى الكمي والكيفي في السعودية.
ماذا قال في لقائه الأخير ؟
شخصيات أدبية أخرى
ماذا قال عنه
في حواره عبر برنامج "صنوان"، تحدّث الدكتور زيّاد عن محطات حياته بتأمل وشفافية. عن طفولته قال: "والدي من أوائل المعلمين في الباحة، وكان الحفظ والتلقين سائدًا، لكنه يفتقر لإنتاج التفكير." وعن تجربته مع الشعر والرواية قال: "درست الغموض في الشعر لأنني لم أكن مرتاحًا له… ثم رأيت قيمته في تعدد التأويلات." وعن مسيرته النقدية قال: "بدأت شاعرًا باسم مستعار، ثم قاصًا، ثم أدركت أن النقد يمتحن ما أكتبه، فانجذبت له." وفي حديثه عن التحولات الثقافية، أشار إلى أن "عهد الملك سلمان ورؤية ولي العهد كسرا الأسوار الزائفة التي ادعت تمثيل الدين أو الأصالة." أما عن جمعية الأدب، فعبّر عنها بقوله: "هي ليست سطرًا يُختم به، بل مسار طويل لا يكتمل إلا بمساهمات الأدباء والنقّاد من كل مناطق المملكة."
في محاضرته المعمّقة التي ألقاها ضمن برنامج "ناقد" التابع للجمعية السعودية للأدب المقارن وهيئة الأدب والنشر والترجمة، قدّم الدكتور صالح زيّاد قراءة فكرية ونقدية لمفهوم "السلطة" كما تتجلى في العلاقة بين الناقد والمؤسسة الأدبية، متتبعًا التحولات النظرية والتاريخية التي شكلت موقع الناقد وقيمة الأدب داخل المنظومات الثقافية. المحاور الأساسية للمحاضرة:
الناقد كقاضٍ
بدأ الدكتور زيّاد بتوصيف الناقد في تراثنا العربي بدور "الحَكم" أو "القاضي" الذي يفصل بين الجيد والرديء، وهو دور محمّل بالسلطة الأخلاقية والجمالية، متسائلًا: ما مصدر هذه السلطة؟ أهي من ذات الناقد؟ أم من المؤسسة التي تمنحه الاعتراف والشرعية؟
المؤسسة الأدبية: تشكيل المعايير
عرّف المؤسسة الأدبية بوصفها "بنية إنتاجية للذوق والتقويم" تتضمن: التعليم، الإعلام، دور النشر، الجمعيات، الجوائز، الجامعات، المجلات، وغيرها. وأوضح أنها لا تنشأ تلقائيًا، بل تتكوّن تاريخيًا عبر تراكم القيم والمعايير، وتحمي النصوص التي تندرج تحتها، وتعزل أو تُقصي ما هو خارجها.
سلطة الأدب مقابل سلطة النقد
ناقش كيف أن بعض الأعمال الأدبية، مثل تجربة المتنبي، استطاعت أن تفرض نفسها رغم محاولات النقاد تقويضها، مما يثبت أحيانًا تفوّق "سلطة النص" على "سلطة الناقد".
النقد الحديث والانتقال نحو الثقافة
تحدث عن تراجع مركزية "الأدبية" في النقد الحديث لصالح "الثقافية"، حيث لم يعد يُنظر للنص الأدبي بوصفه نصًا جماليًا فحسب، بل بوصفه حقلًا اجتماعيًا وثقافيًا وأيديولوجيًا. وهو ما أدى إلى دخول مناهج مثل النقد الثقافي، الدراسات ما بعد الكولونيالية، النقد النسوي، الدراسات الإعلامية وأكد أن هذا التحوّل لم يُلغِ القيمة الأدبية، لكنه زعزع موقعها التقليدي.
القياس والتقويم: بين الذوق والتقاليد
رفض فكرة أن التقييم الأدبي يمكن أن يكون موضوعيًا بالكامل، مؤكدًا أن الأحكام الأدبية تظل احتمالية، وإن كان بعضها يكتسب قوة بفعل "الموقع المؤسسي" للناقد.


د. صالح زياد، ناقد أدبي شغوف، يدعم المشهد الثقافي السعودي عبر جمعية الأدب، ويدعو للإبداع الأصيل ويتساءل عن إمكانية تعليم العبقرية الأدبية. صالح ينشر البهجة بمناسبة عيد الأضحى ويشجع الروائيين الذين يتنافسون على تحويل أعمالهم إلى أفلام! مجتمع إكس يشيد به لتحليلاته الأدبية العميقة وإسهاماته الثقافية، حيث أثنوا على معرفته الواسعة وأعجبوا بعمقه الأكاديمي.






بدأت شاعرًا باسم مستعار، ثم قاصًا، ثم أدركت أن النقد يمتحن ما أكتبه، فانجذبت له






أدب ماب
جميع الحقوق مسجلة لدى هيئة الملكية الفكرية © 2025
Adapmap
خريطة الموقع