من هو سعد زبن الخلاوي
أحمد المطلق
سعد زبن الخلاوي الشمري، شاعر سعودي من مدينة حفر الباطن، برز بصوته الشعري المميز في الساحة النبطية والفصيحة على حد سواء. يحمل دبلومًا في الصحة العامة، وعمل موظفًا في وزارة الصحة لعدة سنوات، من أبرزها عمله كمأمور ثلاجة موتى، وهي التجربة التي تركت أثرًا عميقًا في قصائده ونظرته للحياة. بدأ حياته المهنية والشعرية في وقتٍ مبكر، وشارك في عدد من برامج الشعر الخليجية، من بينها "شاعر المليون" و"البيت" و "المعلقة"، وقدم عبرها نصوصًا مؤثرة تمزج بين الحزن والذكاء الشعبي والسخرية السوداء. يُعرف الخلاوي بشخصيته العفوية، وصدقه العالي، وقدرته على استحضار الوجع الإنساني في قصيدة بسيطة المظهر وعميقة الجوهر.
يمثل سعد زبن الخلاوي صوتًا شعريًا إنسانيًا فريدًا، ينهل من تجاربه الحياتية المؤلمة ومن احتكاكه اليومي بالموت والحياة في آنٍ معًا. يتميز بشعرٍ سوداوي عميق، لكنه يرصّعه بمرونة فطرية في النكتة والمفارقة، ما يجعل قصيدته مزيجًا من الفجيعة والضحكة. لا يتعاطى مع الشعر بوصفه زخرفة لفظية، بل يراه تعبيرًا صادقًا عن "الهاجس" – كما يسميه – ويحرص على أن يظل متصلًا بالحياة والناس، بعيدًا عن البرج العاجي للشاعر.
ينتمي سعد الخلاوي إلى جيل شعري يرى في الشعر وظيفة روحية لا ترفًا لغويًا، ويستخدم الغزل لا باعتباره تقليدًا بل مساحة حرة يتخيل فيها جمال الحياة رغم ثقل الواقع. يعيد تعريف "الشعر الشعبي" كفن له بعد فلسفي، ويعلن انحيازه للقصيدة المكتوبة على نار التجربة، لا على هامش المناسبات. يرى أن الشعراء اليوم يبالغون في الوجع، ويكتبون وكأنهم جميعًا "مجروحون"، مشيرًا بسخرية إلى شيوع "خطاب المظلومية" في النصوص المعاصرة. كما ينتقد التكرار والتنميط في مضامين الشعر النبطي، ويقول إن بعض الشعراء “يعيشون في حالة توهم أنهم فلاسفة، بينما قصائدهم لا تتجاوز حدود دفتر يوميات شخصية.
الهوية الأدبية والفنية
دوره في المشهد الأدبي والثقافي
سعد زبن الخلاوي ليس شاعرًا عابرًا في برامج المسابقات، بل واحد من القلائل الذين حوّلوا “المشاركة” إلى مشروع حياة ونافذة للبوح والتعبير. بدأ منذ 2008 المشاركة في البرامج الشعرية ويرى أن أغلب هذه البرامج تقليدية وموجهة، لكنه لا يخفي أنه دخل بعضها من أجل المكافآت المالية، قبل أن يتورّط وجدانيًا في المسابقة. خارج البرامج، يقدّم سعد طرحًا ناضجًا عن المواطنة والانتماء والقبيلة، ويدافع عن حضور البداوة الأصيل في المشهد الثقافي، ناقدًا الصورة المشوّهة التي قدّمتها بعض الدراما الخليجية للبدوي بوصفه متخلّفًا أو شهوانيًا. كما يرفض الاستعلاء الحضري على الهويات القَبَلية، ويرى أن القبيلة "لبنة" من لبنات الوطن، لا تناقضه بل تشكّله.
يرتبط اسم سعد الخلاوي بمنطقة حفر الباطن، وغالبًا ما يُذكر ضمن مصطلح “مدرسة حفر الباطن”، لكنه يرفض هذا التعميم قائلًا إن الشعر مسألة فردية بحتة، لا جماعية ولا مناطقية، وأن كل شاعر له سماؤه. كما يتفاعل مع قضايا الإعلام الثقافي الجديد، ويعبّر عن احترامه لنقّاد "التيك توك"، ويراهم "أبطال مرحلة" لأنهم كسروا احتكار النقد من قبل النخبة الأكاديمية، مؤكدًا أن النقد لا يحتاج إلى "ماجستير" بقدر ما يحتاج إلى قراءة وذائقة. انتقد المحاورة بوصفها فنًا فقد مواضيعه وتحول إلى ساحة "للتقزيم والعبارات الجاهزة"، معتبرًا أن الشعراء في هذه الساحة مقيدون بطلبات الجمهور لا بإبداعهم الذاتي.
ماذا قال في لقائه الأخير ؟
شخصيات أدبية أخرى
ماذا قال عنه
في بودكاست ٦٠ دقيقة، تحدث سعد الخلاوي بحرية وعمق عن المشهد الشعري النبطي، مهاجمًا التصنع والتكرار، ومناصرًا الخيال والتجربة الصادقة. عبّر عن احترامه للنقد الشبابي واعتبر التيك توك مساحة ثرية إن أحسن استخدامها. وفي حديثه عن مسلسل شارع الأعشى، قدّم رؤية وجدانية مليئة بالحنين والتفاصيل، وكتب فيه أكثر من قصيدة. أما عن "مدرسة حفر الباطن"، فقد رفضها كمصطلح مسطّح، مؤكدًا أن الشعراء “صقور لا تحلّق أسرابًا. ختم اللقاء بقصيدة مؤثرة تليق بنهاية شاعر عاشر الموت ولم ينسَ كيف يحب الحياة. مما قال في اللقاء:
عن الشعر الشعبي اليوم:
"صار الشاعر يقول: ‘لي صاحب’… ويبدأ يهجوه. ما يصير! إذا هو خويك ليه تهجّيه؟!"
عن جمهور الشعراء:
"ما في شيء اسمه جمهوري. أنت مو نادي الهلال. هذا متذوق يسمعك ويسمع غيرك. أمس يصفق لك، وبكرة يمكن هو أول من يهاجمك."
عن النقاد الجدد:
"بعضهم معكرين صحن، لكن أشكرهم. شالوا مسؤولية ما تحملها أحد قبلهم. وما أحد فوق النقد، حتى أنا."
عن موقفه من الشعراء الشباب:
"الشباب قاعد يرجع للخلف، مو من باب الأصالة، بل من باب التصنّع."
عن أبرز الشعراء:
يثني على شعراء مثل جاسم الصحيح، ومحمد بن الذيب، وسعد علوش، ويرى فيهم شخصيات محورية في الشعر العربي.
كتب قصائد مدح في محمد السكران رغم اختلاف الرأي، واعتبر الخلاف طبيعيًا ولا يفسد الود.
عن الفن الشعبي والإنشاد:
"المنشد أخذ كرسي الفنان الشعبي تحت مظلة الحلال والحرام. يوم انطفى الفن الشعبي، صاروا المنشدين يضيفون الإيقاعات… وصارت أغاني!"
عن مسلسل "شارع الأعشى":
"جمع نبض القلوب مثل ما كانت طاش ماطاش تجمع العقول. شارع الأعشى يمثلنا ويمثل مجتمعنا"


"شاعر من حفر الباطن، ينسج أبياتًا شعرية مليئة بالإحساس ويستضيف بودكاست "ميعاد"، الذي يحتفي بروح الشعر العربي، مؤمنًا بأن الفن الحقيقي يمزج العاطفة والتقليد والتعبير النبيل. تتألق ريشته الشعرية، حيث ينسج أبياتًا مليئة بالإحساس ويمتدح حكايات الحب الصامتة في #شارع_الأعشى."






المنشد أخذ كرسي الفنان الشعبي تحت مظلة الحلال والحرام. يوم انطفى الفن الشعبي، صاروا المنشدين يضيفون الإيقاعات… وصارت أغاني!






أدب ماب
جميع الحقوق مسجلة لدى هيئة الملكية الفكرية © 2025
Adapmap
خريطة الموقع