a desert scene with a white and orange background

من هو مسعد العطوي

وُلد الدكتور مسعد بن عيد العطوي في بيئة بدوية في شمال السعودية، وتحديدًا في إحدى القرى القريبة من تبوك، حيث نشأ في بيت شعر، مسكون بالحكايات والأساطير ومجالس الكبار. تلقى تعليمه الأولي في تبوك بعد أن قرر والده -رغم رفض الأقارب- ترك البادية وإدخال أبنائه إلى المدارس، في خطوة مفصلية غيّرت مسار الأسرة بأكملها. درس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، ثم أكمل دراساته العليا في جامعة الأزهر بالقاهرة، حيث نال الماجستير برسالة عن الشاعر الفيلسوف العتابي، والدكتوراه في الأدب عن الشاعر أحمد الغزاوي. تنقّل بين عدة مدن وعمل في التعليم والإدارة الأكاديمية، وكان له دور مهم في المعهد العلمي بتبوك، ثم التحق بجامعة القصيم، قبل أن يُعيّن عضوًا في مجلس الشورى في عهد الملك فهد.

مسعد العطوي هو مثقف شمولي متعدد الاهتمامات، يجمع بين الحس الأدبي والنزعة الفلسفية والنزوع إلى التراث والمعرفة الموسوعية. رغم انشغاله بالبحث الأكاديمي، إلا أن هويته الإبداعية تبرز في كتاباته التي تمزج بين الفكر والتجربة. يرى أن الثقافة الحديثة يجب أن تكون تحت توجيه "الضابط الرباني"، وينطلق في قراءاته من منطق التكامل لا الصدام، مؤمنًا بأن الفلسفة الحقة هي التفكير في آيات الكون والإنسان، وليست بالضرورة إلهيات مصادمة.

الهوية الأدبية والفنية

دوره في المشهد الأدبي والثقافي

شكّل الدكتور العطوي علامة ثقافية في تبوك، ليس فقط كباحث أو أكاديمي، بل كمؤسس وفاعل في الفضاء الثقافي لعقود. رأس نادي تبوك الأدبي، وفعّل دوره المجتمعي والتنويري، وكان بيته مقرًا لأمسية أسبوعية شبه ثابتة امتدت أكثر من 45 عامًا، استضاف فيها مثقفين وأدباء من مختلف التوجهات والمناطق، تناولت موضوعات تتراوح بين الشعر والجغرافيا والتاريخ والآثار والزراعة. كما شارك في تأسيس الخطاب الثقافي الحديث في الشمال مع أسماء مثل محمد الشنطي وعبدالله الصيخان وخديجة العمري. أصدر عدة كتب من أبرزها:

- تبوك المعاصرة وتبوك قديمًا وحديثًا، وهما من أوائل الكتب التي وثقت منطقة تبوك حضاريًا وثقافيًا وتاريخيًا.

- العملاق: رواية فكرية فلسفية ذات بعد تأملي حول الحضارة.

- التحول: سيرته الذاتية الصريحة التي كُتبت بأسلوب عفوي وصادق.

- البنات في شعر الآباء، دراسة أدبية وإنسانية توثق حضور البنات في الوجدان الشعري العربي.

- موسوعة النظريات الإنسانية، التي تمثّل خلاصة مشروعه الفكري في قراءة الفكر الإنساني من منظور متكامل.

ترأس نادي تبوك الأدبي، وقاد مرحلة ازدهار ثقافي مدعوم من الأمير فهد بن سلطان. كان عضوًا فاعلًا في مجلس الشورى وشارك في عدة لجان. حقق في مجال الآثار ووقف على مواقع نبطية ومواقع غزوة تبوك، وأسس خطًّا بحثيًّا حول طريق القوافل التاريخي. أشرف على صالون ثقافي خاص في منزله دام أكثر من أربعة عقود، وكان له أثرٌ بالغ في توثيق وتطوير الخطاب الثقافي في الشمال.

ماذا قال في حضوره الإعلامي ؟

شخصيات أدبية أخرى

ماذا قال عنه

مسعد العطوي هو رحلة ملهمة من بيت الشعر إلى مجلس الشورى، ومن الكتابات الأولى إلى موسوعات الفكر والأدب والآثار. هو ليس مجرد باحث أو أكاديمي، بل "ابن تبوك البار" الذي وثّق أرضه، وساهم في صناعة مشهدها الثقافي، وسخّر حياته للعلم، ولو على حساب أرضٍ باعها ليكتب كتابًا. في لقائه الإعلامي الأخير في برنامج صنوان، تحدث الدكتور العطوي بتلقائيته المعهودة عن رحلته من البادية إلى الجامعة، مؤكدًا أن قرار والده بإدخاله المدارس شكّل نقطة تحوّل كبرى. كشف عن أنه باع أراضيه ومشاريعه التجارية ليتمكن من مواصلة مسيرته الأكاديمية، مؤمنًا بأن المثقف الحقيقي يدفع ثمن اختياراته. تحدّث عن مشروعه النقدي، مشيرًا إلى أن أول تقييم تلقاه من أستاذه في الدكتوراه كان قاسيًا، لكنه شكل نقطة انطلاق. كما تحدّث عن إعجابه بالفلسفة ذات الطابع الإنساني، وأكد أن مشروعه الفكري لا يقوم على صدام الحضارات، بل على تكاملها. استعرض أيضًا سيرته الثقافية في تبوك، مشيرًا إلى دور النادي الأدبي والصالون الأسبوعي، وأعلن عن مشروعات جديدة في طور الإعداد، منها كتاب عن الأخلاق وآخر عن تبوك. 

قال عن البدايات

"أنا بعت الأراضي وتركت التجارة والزراعة، وبعت بخسارة... لأني قلت ما أستطيع أكون أكاديمي إلا كذا."

"كنا نكتب العرائض لجماعتنا... وأنا في الصف الثالث ابتدائي أكتب معاريض في السوق!"

عن التعليم والجامعات

"دخلنا جامعة الإمام ثلاث طلاب فقط من تبوك... وكان كل شيء يتمحور حول اللغة العربية."

"كنت مدير المعهد العلمي ودرست الماجستير في القاهرة... واستطعت أوازن بين العمل والدراسة والعائلة والمجتمع."

عن النقد والفلسفة والفكر

"النقد بالنسبة لي محطات... وكل فكرة لابد أن تُزود بمعرفتها."

"الفلسفة بالنسبة لي ليست إلهيات، بل تفكر في آيات الله وفي الكون... وليست صدامًا بل تكاملًا."

"الفكر الإنساني متصل وممتد من حضارة إلى حضارة، وأنا لا أرفض الجديد بل أطلب التلاحم."

عن تبوك وعن ذاته

"كل أرض أمشي فيها أنظر إليها بعين الباحث... ووقفت على طريق القوافل من حدود الأردن إلى تبوك."

"كانت أحديتي الأسبوعية مستمرة 45 سنة... موضوعاتها من الشعر إلى الزراعة، ومن التاريخ إلى الجغرافيا."

"جاءني اتصال من الأمير عبدالعزيز بن فهد يبلغني ترشيحي من الملك فهد لمجلس الشورى... فقلت: الحمد لله على خير."

"رواية العملاق بدأت حين تخيّلت رجلاً عملاقاً يخرج من الجبل... فخفت، فقال لي: لا تخف، أنا مسلم."

"سيرتي الذاتية "التحول" بدأت بست صفحات قرأتها بناتي وزوجتي، وقالوا: يا أبوي، هذه جديدة!"

"مسعد العطوي، عالم ومفكر سعودي، يدافع عن اللغة العربية والثقافة من خلال ندوات أدبية عميقة وتأملات شعرية، مؤمناً بقوة النقاش الفكري في تعزيز الوحدة والحكمة.يمزج الرؤى الفلسفية بالتأملات الثقافية، داعياً إلى التجديد واليقظة في الحياة اليومية. مجتمع إكس يشيد به  لإسهاماته الأدبية والثقافية، حيث أثنوا على منتداه الثقافي في تبوك وأعماله العلمية."

كل أرض أمشي فيها أنظر إليها بعين الباحث... ووقفت على طريق القوافل من حدود الأردن إلى تبوك.