a desert scene with a white and orange background

من هو محمد الحرز

محمد الحرز شاعر وناقد سعودي، وُلد عام 1967 في المحرق بمملكة البحرين لعائلة أحسائية الجذور من حي الكوت بمدينة الهفوف. عاش طفولته متنقلًا بين نخيل الأحساء وهدير البحرين، حيث نشأ في بيت جده وسط ثماني خالات، ما أكسبه حسًّا وجدانيًا خاصًا وعمقًا شعريًا مبكرًا. شكّل البحر لديه ما يشبه الخوف الفلسفي من الحياة، واعتبره "الفاصل الحقيقي الذي جعله يرتاب من العالم"، وظل هذا الشعور يرافقه في قصائده وتأملاته. تميّز بحضور متزن في الأمسيات الثقافية رغم خجله في الحياة اليومية، وعُرف بعلاقته الوثيقة بأبيه وابنه التي شكلت محورًا في كتاباته الشعرية والوجودية. 

يُعد محمد الحرز من أبرز أصوات قصيدة النثر في السعودية والخليج، وقدّم مشروعًا شعريًا وفلسفيًا يتقاطع فيه الشعر مع الفكر والنقد. بدأ بكتابة الشعر العمودي تحت تأثير المناسبات الدينية والاجتماعية، لكنه سرعان ما انتقل إلى قصيدة النثر في نهاية الثمانينات متأثرًا بتجارب عربية وغربية حديثة. يرى أن الشعر ليس قالبًا لغويًا بل "علاقة يومية مع الذات والآخر واللغة". يُعلي من شأن الحرية في الإبداع، ويؤمن بتجاور الأشكال دون صراع بينها، ويكتب بلغة مشبعة بالإيحاء، تمتزج فيها الذاكرة والغياب والفقد والحب والفلسفة. يرى أن الشعر يعطي معرفة بالحياة لكنه ينتزع من الشاعر أوقاته الخاصة، وقال: "الشعر أعطاني الحياة، وأخذ مني وقتي مع عائلتي."

الهوية الأدبية والفنية

دوره في المشهد الأدبي والثقافي

ساهم محمد الحرز في تشكيل وعي شعري وثقافي جديد في الأحساء والمملكة عامة. شارك في تأسيس حراك ثقافي في منتديات غير رسمية مثل "مقهى الرصيف"، وكتب في ملاحق ثقافية لصحف كبرى. سافر إلى مدن عربية مثل بيروت ودمشق وجرش مشاركًا في فعاليات ثقافية مختلفة، كما ساهم في نقاشات حول الشعر والفلسفة والهوية والمرأة والذكاء الاصطناعي. دعم تأسيس مراكز بحث فلسفية منذ التسعينات، وكان من الأصوات التي ربطت الشعر بالتفكير النقدي والهم العام، لا بالاستهلاك اللغوي فقط. كما شارك في تحولات ما بعد رؤية 2030، مؤمنًا بأن الثقافة يجب أن تُسند اقتصاديًا وتُدمج في أنسجة الحياة. 

إسهاماته:

- أصدر عددًا من الدواوين منها: مشاؤون بأنفاس الغزلان، رجل يشبهني، أحمل مسدسي وأتبع الليل.

- كتب كتابًا نقديًا بعنوان شعرية الكتابة والجسد.

- أسهم في مجلة النص الجديد التي أسسها علي الدميني.

- مثّل السعودية في فعاليات شعرية عربية مثل مهرجان "لاديف" في فرنسا ومهرجان القرين في الكويت.

- ألغى أحد دواوينه الشعرية بعد مراجعة ذاتية، في خطوة نادرة بين الشعراء.

- كتب عن الأغنية الأحسائية مؤرخًا لأصوات مثل عيسى الأحسائي ومحروس الهاجري.

- تحدث عن قصائده العمودية القديمة التي لم ينشرها بعد، وقال عنها: "لا أستطيع التبرؤ منها، لأنها تنتمي للحظات كثيفة من حياتي."

ماذا قال في حضوره الإعلامي ؟

شخصيات أدبية أخرى

ماذا قال عنه

محمد الحرز في جميع لقاءاته هو شاعر لا يكتفي بقول القصيدة بل يحياها. في بودكاست "الأربعاء" ناقش قصيدة النثر والهوية الثقافية والمرأة، وفي "صنوان" روى طفولته وسيرته الشعرية والفلسفية، وفي صالون المشرافي أذهل الحضور بشعر الحزن والحب والغياب، أما في مهرجان القرين فمزج بين البوح والفقد في سرد شعري فلسفي عميق. في كل لقاء يظهر بوجهٍ مختلف لكن بثبات داخلي، شاعر يمشي بين الفلسفة والقصيدة، بين الأب والابن، بين الكوت والبحر، وبين الكلمة ومرآة العالم.  ماذا قال في اللقاءات؟

في بودكاست الأربعاء:

- عن قصيدة النثر: "الرهان أن أتحول إلى قصيدة النثر لأغير حياتي. تطوير اللغة مغامرة، وهذه المغامرة حرية."

- عن النقد: "النقد فعل حب للنص، لا عملية تشريحية باردة."

- عن تسليع الثقافة: "ليس خطأ بحد ذاته، بل يعتمد على طريقة فهمنا له."

- عن المرأة السعودية: "شهرزاد بدأت تطرد شهريار، المرأة بدأت تأخذ مكانها الطبيعي."

- عن الهوية الرقمية: "الحفاظ على الهوية يبدأ من استثمار تاريخنا الثقافي في أشكال جديدة."

في برنامج صنوان:

- عن طفولته: "البحر جعلني أرتاب من الحياة، كنت أخاف من الجمهور ولم أدرك هذا إلا لاحقًا."

- عن الكتب: "كنت أهرّب الكتب من البحرين، وأحيانًا تُصادَر مني على الجسر."

- عن الكتابة: "لي علاقة شعرية بجدي، كان قصّاصًا رائعًا، ومنه بدأت قصتي مع اللغة."

- عن الشعراء: "جاسم الصحيح أيقونة ذابت أنانيته في الجماعة، وأبكيت قاسم حداد في إثراء حين قرأت عن الأب."

- عن الفلسفة: "نادى جيلنا منذ التسعينات بالفكر الفلسفي، واليوم صارت الفلسفة تُعنى بالشأن العام."

في أمسية صالون المشرافي الثقافي:

- عن الشعر: "الشعر هو آخر ملاذ للحوار بين الأصدقاء."

- في أحد نصوصه: "الحب يريد أن يُلمس لا أن يُقال... يريد من الاسم أن يدفن نفسه ولا يخرج."

- عن الأب: "أنا الوحيد يا أبي، دربت الوحشة لي ومضيت..."

- عن الأم: "أمي لا تعرف أني شاعر، أبي لم يقرأ لي قصيدة قط... بعد موتي ستعود الحمامة للقفص ذاته."

- عن اختياراته الشعرية: "تشبه دخول بيتك القديم... ترتبط بالذاكرة والمكان، وتحديدًا بالكوت."

في مهرجان القرين الثقافي بالكويت:

- "عندما أقول الكويت، أعني الذاكرة الاجتماعية والثقافية."

- عن الكلمة: "إما أن تجلب لي الكلمة، أو أنشر صورتك الحميمة على مرآة العالم."

- عن الرحيل: "وضعت صحائف البشر في خرج كبير على الرواحل، وأنت لم تقرر وجهتك بعد."

"محمد الحرز، ناقد شعري من الأحساء، يدعم الأصوات الأصيلة في الأدب السعودي، ويؤمن بأن الشعر يزدهر بالممارسة والشغف، وليس الموهبة فقط، ويحتفي بالمواهب الناشئة مثل آيات العبدالله.  يخوض في النقد الثقافي، من شعبية نزار قباني إلى الأفلام العربية في كان، مما يثير نقاشات أدبية واجتماعية. يحتفي به مجتمع إكس  لآرائه الشعرية  لدوره في برنامج #المعلقة، مما يعكس تأثيره الأدبي."

البحر جعلني أرتاب من الحياة، كنت أخاف من الجمهور ولم أدرك هذا إلا لاحقًا