a desert scene with a white and orange background

من هو محمد العوين

وُلد الدكتور محمد العوين في حوطة بني تميم، ونشأ في بيت طيني بسيط ضمن بيئة محافظة تجمع بين الصرامة الدينية والحياء الاجتماعي. تلقى تعليمه الأولي في مدرسة الحوطة الأولى والمعهد العلمي، وبدأ شغفه بالكتب في سن مبكرة، حيث تولّى إدارة مكتبة المدرسة ثم شارك في تأسيس "مكتبة الثقافة"، أول مكتبة تجارية في بلدته. كان قارئًا نهمًا، تأثر في البداية بكتب الصحوة الإسلامية، قبل أن يصوغ رؤيته الفكرية المستقلة خلال دراسته الجامعية. عمل سائق تاكسي خلال دراسته لتأمين مصاريفه، ثم التحق بالتلفزيون السعودي، حيث بزغ نجمه كمذيع ومقدم ومحرر وصاحب صوت إذاعي لا يُنسى. 

يحمل العوين هوية لغوية وأدبية تتسم بالصدق الوجداني والصلابة الفكرية. كتب في الشعر الغزلي الرقيق والمقالة الأدبية، وعبّر عن هواجسه الفكرية في سيرته الروائية "تجربة فتى متطرف" الذي صوّر فيه مراهقته الفكرية والاجتماعية. له أسلوب تلقائي عذب يمزج العاطفة بالتحليل، ويجمع بين الدفء السردي والصرامة النقدية. يرى أن اللغة العربية ليست مجرد أداة بل هوية، ويدافع عن استعمال الفصحى الرشيقة التي لا تتقعر ولا تتهاون. كما قدم برامج إذاعية وتلفزيونية امتزج فيها الأدب بالثقافة والسياسة، جامعًا بين الرصانة والشفافية.

الهوية الأدبية والفنية

دوره في المشهد الأدبي والثقافي

يُعد الدكتور العوين أحد أبرز الإعلاميين السعوديين في الثمانينات والتسعينات، ساهم في تأسيس صوت إعلامي سعودي مستقل ومؤثر. برامجه مثل ريبورتاج وبين ذوقين وضيف الأسبوع كانت منصات حوار فكري وثقافي نادر، جمع فيها كبار الأدباء والمثقفين، وواجههم بأسئلة دقيقة وعميقة. كما كان من أوائل من خاضوا المواجهة الفكرية مع التطرف في الإعلام الرسمي، متحديًا القيود الإدارية والأمنية. ومع مرور الوقت، انتقل إلى المجال الأكاديمي ليكمل مسيرته من موقع أهدأ لكنه لا يقل تأثيرًا. كذلك أسهم في توثيق الذاكرة الثقافية السعودية من خلال مؤلفاته وبرامجه وأرشيفه الحواري الغني.

إسهاماته:

- تقديم برامج أدبية إذاعية رائدة مثل: ريبورتاج، بين ذوقين، سكن الليل.

- تولى رئاسة القسم الثقافي في صحيفة "الجزيرة".

- ألّف كتبًا مؤثرة أبرزها: تجربة فتى متطرف، مشاهير التقيت بهم، مواجهات، دراسات نقدية في الأدب السعودي.

- وثّق بدايات الصحافة السعودية في كتابه "المقالة في الأدب السعودي الحديث". 

- يشغل عضو مجلس الأمناء بمركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري، كما شغل منصب مدير الإعلام والنشر بوكالة الشؤون الثقافية.

- حاضر في جامعات سعودية وله أثر بالغ في طلبته ومتابعيه.

- يعمل على إصدار كتاب جديد بعنوان حاورتهم يضم حوارات مع أكثر من 70 شخصية فكرية وأدبية.

ماذا قال في حضوره الإعلامي ؟

شخصيات أدبية أخرى

ماذا قال عنه

محمد العوين هو الصوت الذي لم يُجامل، والكاتب الذي لم يتنازل، والإعلامي الذي لم يتقن غير الصدق. من الحوطة إلى الرياض، ومن الطفولة إلى الجامعة، ومن المذياع إلى القاعة، رسم سيرته بالمواقف لا بالشعارات. لقاءاته الثلاثة قدمت صورة مركبة: العاشق للكتب، المتمرد على التقاليد، المتحدث باسم جيل كامل. شخصية جمعت بين الرقة والحدة، وبين التواضع والاعتزاز، وبقيت وفيّة لما آمنت به منذ أول حرف وحتى آخر شاشة. 

في لقاء "وينك"، روى العوين سيرة إنسانية عميقة، تحدث فيها عن شغفه المبكر بالكتب، وعن تجربة العمل سائق تاكسي، وكيف دخل الإعلام من بوابة الصدفة والجد. روى مواقف مؤثرة عن أسرته، خاصة والدته الحنونة التي دعمته، وأخته التي كافح من أجل تعليمها رغم معارضة والده. عبّر عن أن الإعلام الحقيقي يصنعه من يعاني، وأن التجربة والصدق هما عماد الصوت الإعلامي الناجح.

أما في لقاء "المنصة"، فقد فتح العوين صندوق ذاكرته المهنية، وتحدث عن دور اللغة في الحفاظ على الهوية، مهاجمًا ما سماه "الهزيمة الحضارية" حين يتخلى العرب عن لغتهم. دعا إلى لغة وسطى تجمع بين الفصاحة والوضوح، وهاجم التفريط اللغوي في الإعلام والتعليم. كما كشف عن مشاريع توثيقية يعمل عليها لتوثيق ذاكرة الصحافة والإعلام والثقافة السعودية.

"أكاديمي وكاتب تأملي، يغوص في أعماق النفس البشرية برؤى نفسية حادة، يؤمن أن القوة الحقيقية تحمينا من أوهام الحياة. يشارك تعازيه الحارة، ويحتفي بالكنوز الأدبية، ويأسف لفقدان القصص المدفونة مع الكتب."

أرفض التقعر اللغوي كما أرفض التساهل العامي، وأدعو إلى ما يسمى "لغة المثقفين" التي تجمع بين الفصاحة والبساطة