a desert scene with a white and orange background

من هو جمعان الكرت

جمعان بن علي الكرت، وُلد في بلدة رغدان بمنطقة الباحة عام 1378هـ (1958م). تلقى تعليمه الابتدائي في رغدان، ثم واصل دراسته في متوسطة الباحة وثانوية السروات، وحصل على درجة البكالوريوس من جامعة الملك عبدالعزيز عام 1401هـ. عمل في ميدان التعليم معلمًا ومشرفًا تربويًا ثم مساعدًا لمدير مكتب التربية والتعليم بوسط الباحة، وتقاعد بعد أكثر من ثلاثين عامًا قضاها في خدمة التعليم. 

يتبنى جمعان الكرت كتابة القصة القصيرة بوصفها وسيلة للتوثيق الثقافي والوجداني والرمزي، يميل إلى المزاوجة بين الواقعي والخيالي، مع حضور لافت للتفاصيل التراثية والبيئية في نصوصه. كما يتمتع بحس ساخر خفيف ومرونة لغوية تظهر بوضوح في قصصه القصيرة جدًا التي يختزل فيها المشهد بسطر أو اثنين دون أن يفقد حرارة السرد أو المفارقة.

الهوية الأدبية والفنية

دوره في المشهد الأدبي والثقافي

من أوائل المؤسسين للحراك الثقافي في منطقة الباحة، فقد عمل في النادي الأدبي منذ تأسيسه ضمن لجنة التأليف والنشر واللجنة الإعلامية، ثم شغل عضوية النادي الأدبي برئاسة الأستاذ أحمد مساعد لثلاث سنوات، وعمل بعدها مع الشاعر حسن الزهراني في إدارة النادي قرابة ثلاث سنوات. أسهم في تأسيس جمعية الثقافة والفنون بالمنطقة، وساهم في تنظيم الأمسيات والملتقيات. إعلاميًا، شغل منصب مدير مكتب صحيفة البلاد، وكتب في صحف مثل الرياض، الوطن، سبق، الشرق، وآراء سعودية، وظهر له حضور بارز ككاتب رأي ومراسل ثقافي.

إصداراته:

- فضة

- عناق

- سطور سروية

- وميض الرماد (حازت على جائزة الإبداع في منطقة الباحة)

- على ضفاف وادي قوب

- بوارق

- طيف

- أنين الجبل (رواية)

- شدو الجبل (قصص)

- أوراق الريح والمطر (سلسلة تغريدات مكتوبة بأسلوب أدبي)

ماذا قال في حضوره الإعلامي ؟

شخصيات أدبية أخرى

ماذا قال عنه

في لقاء رمضاني نظمه النادي الأدبي في الباحة في قرية الأطلال احتفاءً بذاكرة الباحة من خلال سرديات الكاتب جمعان الكرت، قدّم الكرت نفسه لا كمحاضر، بل كحكّاء شعبي مبدع، انتقل بالحضور من جبل التيس إلى شارع التحلية، ومن قصص العشق الجبلي إلى البرجر الحديث، مرورًا بحكايات الحوت وأحلام غرم. كان صوت الريف حاضرًا، والكلمة مشبعة بالحس الوجداني والرمز الاجتماعي، مما جعله يلامس المتلقي بقصص تشبههم وتشبه تضاريسهم. 

قدّم جمعان الكرت نفسه بصوته الحميمي قائلاً:

"أنا أميل إلى كتابة القصة، وأحب الأدب، والإعلام كان ميولًا مستمرًا منذ بداياتي".

قرأ نصوصًا قصصية متنوّعة جمعت بين التراث والبيئة الجبلية والعاطفة العذبة، أبرزها قصة "شعيبي"، التي جسدت قصة حب جبلية اختلطت بماء المطر وصخور الجبل ونباتاته العطرية. اختتمها قائلاً:

"كان الجبل أمينًا، نقش بصوت العاشقين رسمًا فوق صخوره ليظل شاهدًا على قصة حب عذري تبقى محفوظة في دفاتر العشاق على مرّ الزمان".

كما قرأ نصًا متخيلًا ساخرًا عن "عنترة بن شداد" لو ظهر في شارع التحلية بالرياض مع زوجته، وواجه صدمة الحضارة الحديثة بين ساندويتش الروبيان والدغبوسجر!، لتختتم زوجته القصة بقولها:

"الحكاية جميلة.. لكنها لم تكتمل".

ومن القصص القصيرة جدًا التي قرأها وأثارت إعجاب الحضور:

- تهنئة: عن مدير يُستقبل بحفاوة قبل أن يُرمى بجثته على الرصيف.

- وفاء: عن رجل يحتضن وردة ذابلة حتى لحظاته الأخيرة.

- دغبوسجر: قصة رمزية تجمع بين الموروث الغذائي والمعاصر الهجين.

في نهاية اللقاء، أكد الحضور على أهمية "الخيال الخلاق" في قصصه، خاصة في قصة الحوت التي رُشحت باعتبارها أكثر النصوص إثارة للدهشة، وقد قورنت بقصص رمزية عالمية. وأشاد أحد النقاد بأسلوبه قائلاً:

"كلما أغربَ الخيال، أصبح النص أقرب وأجمل.. وهذا ما فعله الكرت".

"كاتب وروائي سعودي شغوف من الباحة، يدعم المواهب الأدبية المحلية ويؤمن بقوة الكلمات لتعكس الحكمة والفخر الثقافي. يحتفي بمجتمع الباحة، من تكريم المعلمين إلى إبراز الثقافة المحلية وجمال الطبيعة. يثني مجتمع إكس عليه  لكرمه وإسهاماته الثقافية وعمله الإعلامي الأخلاقي، وأشادوا بتأثيره"

كان الجبل أمينًا، نقش بصوت العاشقين رسمًا فوق صخوره ليظل شاهدًا على قصة حب عذري تبقى محفوظة في دفاتر العشاق على مرّ الزمان