من هو جاسم عساكر
أحمد المطلق
جاسم بن محمد العساكر، شاعر سعودي من مواليد الأحساء عام 1976، ينتمي إلى بيئة أدبية خصبة حيث تتداخل النخيل بالشعر وتتنفس الأرض القوافي. نشأ في مجتمع شعري بطبيعته الاجتماعية والثقافية، وتفتّحت موهبته منذ مراحل التعليم المبكرة، حين كان يحفظ القصائد المدرسية عن ظهر قلب ويبحث عن النصوص الأبعد من المقررات.
يمثّل العساكر صوتًا شعريًا راسخًا في بنية القصيدة العمودية، وفي ذات الوقت يمتلك مرونة التجريب في قصيدة التفعيلة. يرى أن الشعر حالة وجدانية قبل أن يكون قالبًا، ويتعامل مع القصيدة بوصفها كائنًا حيًا يتنفس من تفاصيل الحياة والإنسان والمكان. يتميز شعره بالتركيز على الصور الإنسانية الدقيقة، والتقاط التفاصيل اليومية بلغة شعرية رصينة، مما يمنح نصوصه حضورًا وجدانيًا وروحيًا لافتًا. كما أن قصائده الوطنية تفيض بحس انتماء صادق، وتبرز الوطن كأب وجدّ وأرض ومصير.
يُعدّ العساكر شاعرًا أصيلاً يمتلك حساسية شعرية مرهفة وصوتًا شعريًا متفرّدًا يزاوج بين التراث والحداثة. يتميز شعره بالصور الوجدانية العميقة والبنية الموسيقية الرشيقة، وهو من الشعراء الذين لا ينفصلون عن ذاكرتهم الشعبية، حيث تجد في قصائده حضورًا واضحًا للعادات والأمكنة والوجوه.
الهوية الأدبية والفنية
دوره في المشهد الأدبي والثقافي
لعب العساكر دورًا محوريًا في تنشيط الساحة الأدبية في الأحساء، إذ كان عضوًا فاعلًا في نادي الأحساء الأدبي، وشارك بتأسيس ملتقى شعراء خيمة المتنبي، كما كان رئيسًا لسفراء جمعية الأدب التابعة لوزارة الثقافة بمحافظة الأحساء. حضر اسمه في العديد من المؤتمرات الأدبية، والأمسيات الشعرية على المستوى الوطني والعربي، ومثّل المملكة في الفعاليات الثقافية الخارجية مثل الأيام السعودية اليمنية بصنعاء، وأمسية معرض بيروت الدولي للكتاب.
نشط العساكر في المنتديات والصالونات الأدبية، وساهم في إثراء الساحة الشعرية في الأحساء التي يعتبرها "أكبر نبع من الشعراء". شارك في أمسيات بيت الشعر بالشارقة، وأشاد بدور المؤسسات الثقافية الإماراتية في دعم المشهد الأدبي العربي. هو من الأسماء التي جسّدت المشهد الشعري الأحسائي في بعدها العربي الأوسع، ورافق شعراء مثل جاسم الصحيح في مشوار إبداعي يتقاطع ولا يتشابه.
أصدر أربعة دواوين شعرية: شرفة ورد (نادي الأحساء الأدبي)، أطواق الشوك (نادي الشرقية الأدبي)، الأشرعة (مركز تبارك)، وأغنية لهذا المأتم (دار دراية للنشر والتوزيع). فاز في عدة مسابقات شعرية، وشارك في لقاءات تلفزيونية وإذاعية، حيث قدّم تجربته الشعرية ورؤيته الثقافية لجمهور واسع.
ماذا قال في حضوره الإعلامي ؟
شخصيات أدبية أخرى
ماذا قال عنه
في لقاءه ببرنامج "واحة الشعر"، تحدّث العساكر عن الأحساء كبيئة شعرية ليست طبيعية فحسب بل "اجتماعية" أيضًا، مشبّهًا القوافي بمحاصيلها الزراعية. استعاد علاقته بالشعر الجاهلي وبدايات الحفظ والقراءة، وأكّد أن الشعر حالة إنسانية تتجاوز الأوزان والقوالب الجامدة. وفي حديثه عن قصيدة التفعيلة، بيّن أنها تتيح للشاعر فضاءً أوسع لاستطلاع الفكرة. اقتباسات مختارة من لقاء الشاعر جاسم بن محمد العساكر في برنامج واحة الشعر:
عن الأحساء والبيئة الشعرية:
"الأحساء غنية حتى لا تكاد أن تكون القوافي إحدى محاصيلها الزراعية، تضج بالشعراء المبدعين، والخُضرة والملتقيات والمنتديات الأدبية."
عن بداياته مع الشعر الجاهلي:
"كنت أحفظ النصوص المدرسية عن ظهر قلب، بل أحفظ الأبيات التي لم تُطلب للحفظ، وبعدها بدأت أبحث عن النصوص الأبعد، فوجدت نفسي أمام المعلقات والشعر الجاهلي."
عن تأثير جاسم الصحيح عليه:
"جاسم الصحيح ليس فقط شاعرًا من الأحساء، بل هو جار قديم وصديق عزيز ومدرسة شعرية ظلّلت المنطقة كلها بحضوره الوارف وشعره العذب، وقد استفدت منه كثيرًا."
عن الفرق بين القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة:
"قصيدة التفعيلة تحرّر قيودك، تمنحك فضاءً أرحب لاستطلاع الفكرة، بينما القصيدة العمودية قد تُحدد مسارك في بعض المواضيع."
عن كتابة الشعر في زمن وسائل التواصل:
"اليوم صار كل من يمتلك منبرًا إلكترونيًا يطلق على نفسه لقب شاعر، لكن الشعر الحقيقي لا يُكتب لمجرد الرغبة في الكتابة، بل يبدأ بصناعة مفهوم عن الشعر ذاته."
عن حب الوطن:
"الوطن هو النسيج الأكبر لكل الانتماءات، أن تكون بلا وطن، هذه تجربة لا أرجو لأحد أن يعيشها، وكل ما نكتبه في حق الوطن يظل قليلًا."


جاسم عساكر، شاعر سعودي شغوف من الأحساء، ينسج أبيات شعرية مؤثرة تحتفي بالحب والفقدان والتراث الثقافي، مؤمنًا بأن الشعر ورشة إلهية لإصلاح الروح. يغزل أشعار المديح والحنين، مُحتفيًا بالأصدقاء وسحر أمسيات تاروت الممزوجة بالشاي. مجتمع إكس يحتفي بموهبته الشعرية، حيث أثنوا على أمسيته الشعرية الساحرة، وشاركوا أبياته الملهمة.






قصيدة التفعيلة تحرّر قيودك، تمنحك فضاءً أرحب لاستطلاع الفكرة، بينما القصيدة العمودية قد تُحدد مسارك في بعض المواضيع






أدب ماب
جميع الحقوق مسجلة لدى هيئة الملكية الفكرية © 2025
Adapmap
خريطة الموقع