a desert scene with a white and orange background

من هو حسن الزهراني

حسن بن محمد الزهراني شاعر سعودي وُلد في قرية القَسْمة بمنطقة الباحة جنوب المملكة، في بيئة جبلية ساحرة مشبعة بالمطر والضباب والوهاد. عاش طفولته في كنف الطبيعة التي يعتبرها ملهمته الأولى، قائلاً: "كل ذرة تراب في الباحة تحمل بيتًا شعريًا." نشأ في أسرة ريفية محافظة، وبدأ كتابة الشعر منذ سن الثالثة حين كتب أول مرثية لوالدته التي غابت للعلاج في الطائف. أكمل دراسته في المعهد العلمي ثم حصل على شهادة في الجغرافيا من جامعة أم القرى، ويقول مازحًا: "دخلت الجغرافيا لأجغرف القصائد." عمل في التعليم أكثر من ثلاثين عامًا، وتدرّج حتى صار رئيسًا لنادي الباحة الأدبي، قبل أن يتقاعد ويتفرغ كليًا للكتابة والنشاط الثقافي. متزوج من ابنة خاله "سعدية بنت خميس"، وله ستة أبناء، خصّ كل واحد منهم بقصيدة يكتبها في يوم ميلاده، وجعل من أسرته مجلسًا ثقافيًا حواريًا أسبوعيًا يُضرب به المثل في التربية الواعية.

حسن الزهراني شاعر لا يفصل بين الشعر والحياة. يرى أن الشاعر يعيش في حالة سرنمة دائمة، يسير بين عالمين: عالم الواقع وعالم الوعي الشِعري. يتميز بقدرته على التعبير عن الذات الجماعية والهم الإنساني، في قصائد تتنوع بين الفصحى والعامية، بين الرثاء والغزل، وبين الشعر العمودي وقصيدة التفعيلة. من أبرز أعماله ديوان "ريشة من جناح الذل" الذي كرّسه بالكامل لرثاء والدته، ويعد من أوائل الدواوين العربية المخصصة لهذا الغرض، ولاقى صدى نقديًا واسعًا. له أيضًا ديوان "فيض المشاعر" الفائز بجائزة أبها، وديوان "ذكرى 23/11" الذي يهديه سنويًا لزوجته. وهو من القلائل الذين يكتبون لأسرهم بصدق، متحديًا التقاليد التي تنظر إلى ذكر أسماء النساء بتحفظ، وقال في موقف تربوي: "أنا محمد بن ثريا، ومن أراد أن يحبني فلينادني بذلك."

الهوية الأدبية والفنية

دوره في المشهد الأدبي والثقافي

شغل الزهراني منصب رئيس نادي الباحة الأدبي، وكان النادي حينها في ذيل قائمة الإنتاج الثقافي بين الأندية الأدبية، لكنه نجح في تحويله إلى المركز الأول خلال عامين. أطلق مبادرة "قافلة نادي الباحة الثقافية" التي أخذت الأدب إلى القرى والمحافظات، وضمت مسابقات للمواهب، معارض كتب متنقلة، وأمسيات شعرية. كما نظّم فعاليات رقمية سابقة لعصرها، واحتفل بيوم الشعر العالمي عبر الإنترنت قبل انتشار المنصات الرقمية. أشرف على توثيق أعمال الأندية الأدبية في كتاب "الأندية الأدبية السعودية: عقد من الضياء والمعرفة". وفي لقاءاته الإعلامية، شدد على أهمية عدم إلغاء الهوية الأدبية للأندية، قائلاً إن تحويلها إلى "جمعيات" دون اسم "أدبي" يمثّل خطرًا على التاريخ الثقافي، مضيفًا: "الأطراف حين تؤمن بذاتها تصنع مركزًا ثقافيًا جديدًا."

إنجازاته

- أصدر أكثر من 20 ديوانًا شعريًا.

- فاز بجائزة أبها الأدبية عن ديوان فيض المشاعر.

- نُصبت إحدى قصائده عن الأم نشيدًا مدرسيًا لطلاب الصف الأول المتوسط بعنوان "الشمعة".

- كرّمه مهرجان الشارقة للشعر العربي بشخصية العام الشعرية.

- تُدرّس بعض قصائده في الجامعات السعودية.

- تناول شعره أكثر من 60 دراسة نقدية و4 رسائل دكتوراه.

- حاز على درجة أستاذ مشارك فخري في إحدى الجامعات نظير منجزه الأدبي.

- نظّم مهرجانات عربية كبرى استضافت أكثر من 65 شاعرًا وشاعرة من الوطن العربي.

ماذا قال في حضوره الإعلامي ؟

شخصيات أدبية أخرى

ماذا قال عنه

اللقاءات التي شارك فيها حسن الزهراني كشفت عن شاعر يحمل الشعر في قلبه قبل دفاتره، شاعر يعيش القصيدة في أسرته، في مدينته، في مواقفه، شاعرٌ لا يخشى الموقف، ولا يختبئ خلف المجاز. تحدث عن أمه وزوجته وأبنائه كما يتحدث عن الوطن والطبيعة والموت، بنفس الصدق والدمعة. قصيدته تبدأ من البيت، ولا تنتهي في القاعة، بل تمتد لتصبح نشيدًا أو قرارًا أو تربية.

- لقاء بودكاست "قافية"

في هذا اللقاء تحدّث الزهراني بإسهاب عن تجربته الشعرية الخاصة، خصوصًا ديوان "ريشة من جناح الذل"، الذي قال عنه:

- "استغرقني الحزن شهرين لم أكتب خلالها حرفًا، ثم انفجرت القصائد كأنها كانت محتبسة خلف صدري."

أعرب عن فخره بتحوّل إحدى قصائد الديوان إلى نشيد مدرسي رسمي عن الأم، بعنوان "الشمعة"، وأضاف:

- "لا أظن أنني نلت من الشعر مكسبًا أكبر من أن يدعو الأطفال لأمي في فصولهم."

كما تحدث عن أثر الطبيعة في شعره، قائلاً:

- "كل ذرة في أرض الباحة تحمل بيتًا شعريًا، والضباب ليس منظرًا بل شعور يكتبني كل صباح."

لقاء "حديث المساء" – قناة الشارقة

تناول اللقاء تكريمه في مهرجان الشارقة للشعر العربي، حيث تم اختياره شخصية العام الشعرية. تحدث الزهراني عن اللقاء الذي جمعه بالشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي:

- "قال لي الشيخ سلطان: أنا أكرم الشعراء لأنني أحب الشعر، ويجب أن يُكرم الشعراء في حياتهم، لا بعد مماتهم. هذا من أصدق ما سمعت في حياتي."

كما تحدث عن ديوانه "سرنمة"، موضحًا رمزيته:

- "السرنمة هي حال الشاعر... يسير وهو بين النوم واليقظة، يكتب من مكان لا يُعرف، لكنه يُحسّ."

وأضاف:

- "كل شاعر يعيش في سرنمة روحية، بين عالمين، ونحن رسل حب وسلام ولسنا فقط حناجر."

- لقاء برنامج "صنوان"

في هذا اللقاء العميق والوجداني، تحدّث عن نشأته في قرية القسمه، وبدأ اللقاء برواية مؤثرة:

- "أول قصيدة كتبتها وأنا في الثالثة، حين غابت والدتي للعلاج في الطائف. قلت يومها: يا ونتي يا ونتي يا صرّ حالي."

روى تجربة التحوّل من الفشل إلى التفوق، بعد أن رسب في مادة التعبير، فكتب قصيدة احتجاجية:

- "أقسمت ألا أُهزم مرة أخرى، ومنذ تلك اللحظة صرت أقرأ خمسين صفحة يوميًا."

تحدث عن شعره الوطني، وذكر قصيدة ألقاها أمام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ضمن فيها مطالب أهالي الباحة رغم التوجيه الرسمي بعدم التطرّق للمطالب:

- "لم أستطع فصل الشاعر عن الإنسان، فألقيتها، وكان رد الأمير سلطان نبيلًا."

وتحدث عن موقف مع الملك عبدالله:

- "ألقيت قصيدة فُهمت منها مطالب، فأصدر الملك قرارًا إداريًا. الشعر إذا كان صادقًا يصل حتى للقرارات."

وعن المرأة في شعره قال:

- "زوجتي سعدية وبنتي سحر... هما القصيدة والحياة، ولم أخف من ذكر اسميهما. إن لم نربّ المجتمع على الاعتزاز، فمن سيفعل؟"

- لقاء برنامج "مساء الثقافية"

ركّز هذا اللقاء على دور الأندية الأدبية، خصوصًا تجربته في نادي الباحة الأدبي. قال:

- "حين استلمت النادي كان في ذيل الترتيب، وفي عامين صعد إلى المركز الأول في الإنتاج الثقافي."

وعن مبادرته "قافلة النادي":

- "نقلنا النادي إلى الناس، إلى المحافظات، إلى طلاب المدارس، إلى الفلاحين... الأدب لا ينبغي أن يكون نخبويًا."

وعن مقترح تحويل الأندية إلى جمعيات بدون صفة "أدبي"، قال:

- "ما معنى أن نحذف (أدبي)؟ هذه الكلمة هي الهوية، هي التاريخ. حذفها مساس بجوهر هذه المؤسسات."

"حسن الزهراني، شاعر ومعلم شغوف، ينسج أبياتاً شعرية تعبر عن روح وطنه، مؤمناً بأن الشعر نور يشفي الروح.  يشارك خواطر شعرية، ينعى فقدان صديق، وينشر الوعي حول حرائق محلية بحزن عميق. مجتمع إكس يحتفي به  كنجم شعري، حيث أثنوا  على أبياته المضيئة، وأشادوا  بأسلوبه الأدبي الساحر."

لا أظن أنني نلت من الشعر مكسبًا أكبر من أن يدعو الأطفال لأمي في فصولهم الدراسية