a desert scene with a white and orange background

من هو فهد التميمي

فهد التميمي هو باحث وقارئ سعودي، يُعرف بشغفه العميق بالأدب والسيرة الذاتية، وبحسه الثقافي الهادئ المتأمل. لا يعمل في الأوساط الأكاديمية بالضرورة، لكنه حاضر في المشهد الثقافي من موقع القارئ الخبير، والمحلل الفطن للنصوص وتجارب الكتّاب. يقدّم برنامجًا ثقافيًا بعنوان "ما يخفى عليك" على قناة السعودية الثقافية، يسلّط من خلاله الضوء على التجارب المنسية والكتب المهملة والشخصيات المعرفية التي لا تحظى بالاهتمام الإعلامي الكافي. 

يتعامل فهد التميمي مع الأدب بوصفه حياة تُعاش لا نصوصًا تُستهلك، ويُعرف بمنهجه التحليلي الذي يمزج بين التأمل الوجداني والقراءة التاريخية والفنية للنصوص. يهتم على وجه الخصوص بفن السيرة الذاتية، ويضعه في منزلة أدبية لا تقل عن الرواية أو الشعر، بل يراها "المنجم الذي تُخزن فيه كنوز الخبرات". لا يقرأ السير بوصفها أحداثًا باردة، بل يقرأ المشاعر التي كُتبت بها، ويعتقد أن الكاتب حين يكتب سيرته فهو لا يؤرخ، بل يبوح بما تبقى من نفسه بعد أن فنيت التجربة.

الهوية الأدبية والفنية

برز فهد التميمي في المشهد الثقافي من خلال ظهوره اللافت في بودكاست "جولان" قبل عامين، حيث قدّم قراءة عميقة وموسوعية لفن السيرة الذاتية، مستعرضًا الفرق بين اليوميات والمذكرات والاعترافات، ومتتبعًا تأثير الكنيسة الغربية، والفروقات بين ثقافة البوح الغربية، والاعتراف الإسلامي المحافظ. في المقابل، كان حضوره في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 مختلفًا، إذ نقل فيه تجربة القراءة إلى مستوى من الروحانية والامتنان، فكان يحدّث عن الكتب كما يحدّث المؤمن عن المناسك. دعا إلى استحضار جهود المؤلفين الكبار عند الوقوف أمام كتبهم، مذكّرًا بأن بعض الكتب أُفني فيها من العمر ما لا يُحصى من السنوات، كما في التحرير والتنوير لابن عاشور، أو الأعلام للزركلي، أو حتى كتاب ألم الحلاج الذي قضى صاحبه 40 عامًا في كتابته. 

قد لا يكون فهد التميمي من الكتّاب الكلاسيكيين الذين يملكون رفوفًا من المؤلفات، لكنه من القلائل الذين بَنوا لأنفسهم مكانةً كمراجع حيّة للقراءة والسير والكتب. نشر عبر حسابه في تويتر قراءات واسعة لأكثر من 85 سيرة ذاتية عربية، رشّح من بينها كتبًا مركزية مثل الأيام لطه حسين، حياتي لأحمد أمين، قصة حياتي للمازني، وأنا للعقاد، كما سلط الضوء على كتب مغمورة كـصناعة الأديب لعثمان صديق، مؤمنًا أن القيمة لا تُقاس بشهرة المؤلف، بل بجودة التجربة التي تنقلها السيرة. يعمل حاليًا على دراسة نقدية معمقة لكتاب الأيام لطه حسين، يحاول من خلالها تتبع تراجعات العميد وتحوّلاته من الانبهار بالغرب إلى الانتصار للشرق.

إلى جانب اهتمامه بالسير، يدعو التميمي إلى وعي قرائي متقدم، يفرّق فيه بين "المصادر" و"المراجع"، ويحثّ القراء على ترتيب أولوياتهم القرائية، متأثرًا بنصائح كتّاب مثل عبد الوهاب مطاوع وعبد الوهاب المسيري. حذر في حديثه من ما سماه بـ"الذئب الهيغلي" الذي يسعى لالتهام كل معلومة دون منهج، محذّرًا من أن هذه الشراهة المعرفية لا تقود إلى الحكمة بل إلى التخمة الفكرية.

ماذا قال في لقائه الأخير؟

شخصيات أدبية أخرى

فهد التميمي هو قارئ استثنائي قبل أن يكون باحثًا. لا يسعى للظهور في الندوات ولا لالتقاط الصور مع الكتب، بل يزرع أثرًا ثقافيًا هادئًا في نفوس من يتابعونه، ويعلّمهم أن الكتب ليست تكديسًا في الرفوف، بل حياة تُخاض. من بودكاست "جولان" إلى برنامجه "ما يخفى عليك" إلى ظهوره في تغطيات معرض الكتاب، يواصل التميمي تأكيد قناعته بأن الثقافة تبدأ من الداخل، وأن أفضل ما يقدّمه المثقف هو أن يكون قارئًا صادقًا مع النص، ومع نفسه.

في لقاءاته، يُعرف فهد التميمي بجملته العفوية ذات الأثر العميق، ومنها: "أنا من النوع الذي يشتهي أن يعرف قصة الكتاب قبل أن يفتحه"، و"الكتاب العظيم لا يُقاس بعدد صفحاته، بل بعدد السنين التي أُفنيت في كتابته"، و"السيرة الذاتية ليست سجلًا، بل مرآة روح"، و"القراءة ليست هواية… بل امتحان يومي لمستواك الإنساني".

القراءة ليست هواية… بل امتحان يومي لمستواك الإنساني، والكتاب العظيم لا يُقاس بعدد صفحاته، بل بعدد السنين التي أُفنيت في كتابته

دوره في المشهد الأدبي والثقافي

ماذا قال عنه

"عاشق للأدب بشاعرية عميقة، ينسج تأملات حول الحياة والحب والروابط الإنسانية، مستلهمًا الحكمة العربية الكلاسيكية والأحداث الثقافية الحديثة، مؤمنًا بقوة التعبير القلبي وسعي المعرفة. يشارك تأملات شعرية عن الشوق والارتباط، ويتبادل تهاني العيد بحرارة، ويغوص في الحكايات الأدبية برواية مفعمة بالحياة. مجتمع إكس يشيد به  لمناقشاته الأدبية العميقة وتغطيته الجذابة لمعارض الكتب، حيث أثنوا  على إسهاماته الثقافية."