a desert scene with a white and orange background

من هو علي بن حمري؟

علي بن حمري القحطاني شاعر سعودي ينتمي إلى المدرسة النبطية الكلاسيكية، ويُعد واحدًا من الأصوات الشعرية التي جمعت بين التقاليد الأصيلة وروح التحديث. تأثر بأساتذة الشعر الشعبي الكبار مثل سعد بن جدلان وابن عون وخلف بن هذال، إلا أنه اتجه بأسلوبه نحو بناء القصيدة المسرحية التي تمر بمراحل عدة، فلا يبدأ بالنهاية ولا يكتفي بالطرح المباشر، بل يصنع من القصيدة رحلة شعورية متدرجة. يمتلك قدرة متميزة على التعامل مع القوافي الصعبة والبحور النادرة مثل المهمل والمنكوس والمسحوب، مؤمنًا أن الشاعر الحقيقي هو الذي يفرض سيطرته على أصعب ميادين الشعر. مزج علي بن حمري بين كونه شاعرًا وكاتبًا للألحان، إذ لحن بنفسه عددًا من قصائده التي تحولت إلى شيلات مشهورة بأصوات عدة منشدين. ظل طيلة مسيرته وفيًا للغة السرد العميق والرمز والمواربة الذكية، رافضًا أن يجعل قصيدته سطحية أو مباشرة إلا للضرورة.

الهوية الأدبية والفنية

دوره في المشهد الأدبي والثقافي

حضر علي بن حمري بقوة في المشهد الأدبي كصوت شعري لا يقتصر على ساحة واحدة بل يمتد ليخاطب ذائقة الخليج كله. أسهم في تعزيز مفهوم أن القبيلة ليست رهينة شاعر واحد، بل تملك حزمة من الفرسان، رافضًا اختزال الصوت القبلي في اسم واحد فقط. ومن خلال أمسياته ومشاركاته الإعلامية، قدّم نموذجًا للشاعر الذي يحترم جمهوره ويحترم مهنته، غير منجر إلى موضات الشليلة الشعرية ولا إلى الإغراءات السطحية التي اجتاحت الساحة أحيانًا. طالب بإنشاء مجالس ثقافية مرافقة للمسابقات الشعرية لتجديد الروح الأدبية عند الشعراء الكبار والشباب معًا، مؤمنًا أن غياب المجالس أضعف الكثير من تقاليد التواصل الأدبي. وعلى الرغم من الهجمات الإعلامية التي طالت بعض مواقفه، ظل يتمسك بموقفه أن الكلمة يجب أن تبقى أعلى من الضجيج، وأن الشعر بلا موقف لا يسوى شيئًا.

بدأ علي بن حمري رحلته بالنشر عبر مجلة "المختلف" الكويتية التي كانت يومًا بوابة حلم كل شاعر خليجي، حيث فُتح له باب الاحتفاء مبكرًا بدون وساطة أو توصية. قدم أول أمسياته الشعرية الكبرى في نادي الرياض، قبل أن ينتقل حضوره إلى الكويت من خلال مشاركته في مهرجان "هلا فبراير"، وهناك أيضًا ألقى قصيدة أثارت إعجاب الأمير سلطان بن عبدالعزيز، فاستدعاه الأمير ليكون قريبًا منه شاعرًا ومرافقًا طيلة أكثر من عقد. اشترت وزارة الثقافة والشباب الإماراتية حقوق ديوانه بمبلغ مليون ريال سعودي ضمن مبادرة تكريمية، ليكون أحد أوائل شعراء الخليج الذين نالوا هذا الشرف. إلى جانب ذلك، أقام احتفال زواجه الأسطوري الذي استمر ثلاثة أيام، وحضره مئات الشخصيات الاجتماعية والثقافية، وتلقى خلاله أكثر من 350 قعودًا ومبالغ تفوق الستة ملايين ريال، معتبرًا ذلك "كرمًا جماعيًا" لا فضل له فيه إلا بمحبة الناس. ظهر أيضًا في إعلان دعائي لموسم الرياض، قافزًا من طائرة في مشهد رمزي يعبر عن شجاعته ومحبته لوطنه. لم تقتصر إسهاماته على الأداء الشعري، بل امتدت إلى تطوير مفهوم الأداء الشفهي للقصيدة، ومحاولة ترويض القوافي والبحور الصعبة لتبدو طبيعية وعذبة في أذن المستمع.

ماذا قال في آخر لقاء له؟

شخصيات أدبية أخرى

ماذا قال عنه Grok - الذكاء الاصطناعي في منصة X ؟

في لقائه الأخير مع عبدالله المديفر في برنامج "الليوان"، قدم علي بن حمري صورة متكاملة عن تجربته الحياتية والشعرية. قال إن حظه في الحياة كان أعظم من موهبته، وأن ما وصل إليه كان ثمرة فضل الله ثم دعاء والديه ومحبته للناس. تحدث عن بداية ظهوره عبر "المختلف"، وعن رهبة الأمسية الأولى التي فتحت له أبواب الاحتراف الشعري، ثم أسهب في الحديث عن علاقته بالأمير سلطان، مؤكدًا أن الوفاء لا يحتاج إعلانًا. دافع عن نفسه ضد تهمة "الهياط" التي طالته في وسائل التواصل، قائلاً: "ما أهياط، الكرم طبع، وإكرام الرجال عادة قديمة، ومن أراد أن يفهم فليفهم." عبّر عن حبه للهجاء المرمز الذي لا يصرح باسم المهجو، مشيرًا إلى أن الغموض أحيانًا يعطي القصيدة عمرًا أطول. رفض فكرة الشاعر الواحد للقبيلة، مفضلًا فكرة الانتشار والتكامل بين الشعراء. قال إنه يؤمن بالجيل الجديد من الشعراء، لكن استمرارهم يحتاج إلى بيئة حقيقية داعمة، لا مجرد منافسات مؤقتة. تحدث بشفافية عن ابنه "فواز"، وكيف أن قدومه قلب حياته رأسًا على عقب، وجعل منه إنسانًا أكثر تفكيرًا ونضجًا. أنهى اللقاء بجملة ظلت عالقة في أذهان الحضور والمشاهدين حين قال:

"في حياتي، حظي كان أكبر من موهبتي، لكني لم أخذل موهبتي حين نادتني."

"شاعر سعودي ينسج أبياتاً شعرية مليئة بالعاطفة، يفخر بقبيلته ويُعزز الروابط العائلية، يُشارك  احتفالاته بانتصارات كرة القدم السعودية ويتبادل الأشعار العميقة، مع مزاحٍ مع الأصدقاء. شعره الآسر يجذب مجتمع X بعمقه وصداه الثقافي."