a desert scene with a white and orange background

من هو علي الحمود

الأستاذ الدكتور علي بن محمد الحمود هو ناقد وأكاديمي سعودي بارز، يشغل حاليًا منصب أستاذ النقد الأدبي والبلاغة والأدب المقارن والأدب الإسلامي بكلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. تنقّلت خبراته بين عدد من الجامعات مما منحه أفقًا واسعًا في التواصل النقدي والأكاديمي مع تيارات متنوعة. وقد تولّى مناصب قيادية وأكاديمية عديدة، منها وكالة كلية اللغة العربية للدراسات العليا والبحث العلمي، ورئاسة قسم البلاغة والنقد، الأمر الذي مكّنه من الإشراف على جيل من الباحثين والمهتمين بالدراسات الأدبية والنقدية.

يمثّل الدكتور علي الحمود أحد أبرز الأصوات النقدية التي تمزج بين الرؤية المنهجية والوعي الجمالي، إذ يتعامل مع الأدب بوصفه فنًّا تعبيريًا قائمًا على التخييل، لا وثيقة مباشرة عن الواقع. يرفض الحمود النزعة التبسيطية التي تختزل الرواية إلى مجرد مرآة اجتماعية، وينطلق في تحليلاته من إيمان راسخ بأن النص الروائي يحمل في طياته طبقات متعددة من المعاني والدلالات، تتجاوز ظاهر السرد إلى ما هو أعمق من ذلك. يؤمن الحمود بأن النقد لا يجب أن يكون تابعًا للإبداع، بل شريكًا في تشكيله وتأويله. وتظهر هذه الرؤية جليًا في اهتمامه بمفهوم تداخل الأجناس الأدبية، حيث يرى أن الرواية تتغذى من الشعر والفلسفة والمسرح والفن البصري، وتمنح الكاتب أفقًا رحبًا لرؤية العالم، لا سيما في زمن التحولات الثقافية والقلق الوجودي.

الهوية الأدبية والفنية

دوره في المشهد الأدبي والثقافي

يؤدي الدكتور علي الحمود دورًا محوريًا في دعم وتطوير الدراسات السردية في السعودية والعالم العربي، لا سيما من خلال إشرافه على عشرات الرسائل الجامعية في حقل الرواية والنقد، ومشاركاته في تحكيم الجوائز الأدبية الكبرى مثل جائزة الرواية السعودية. وقد ساهم بشكل مباشر في بلورة خطاب نقدي يبتعد عن التكرار والتحقيب التقليدي، ويدعو إلى الانفتاح على مناهج جديدة تُعنى بالسرد من زوايا ثقافية وسوسيولوجية وفلسفية. 

يمتلك الدكتور الحمود سجلًا حافلًا في التأليف والإشراف العلمي، فهو مؤلف لعدد من الكتب المرجعية، منها:

- الرواية التاريخية في الأدب السعودي.

- النقد في تقديم الروايات السعودية. 

- تشكيل الخطاب في أقصوصة الزهايمر.

كما كتب العديد من الأبحاث المحكمة التي تناولت موضوعات مثل: جماليات الترابط في قصص سورة الكهف، الرؤيا في القصة القرآنية، فلسفة الحسد في شعر أبي تمام والمتنبي، وتحليل أعمال روائية لكتّاب سعوديين مثل عبد العزيز مشري ومنى المدهش. أشرف على أكثر من أربعين رسالة ماجستير ودكتوراه في مجال الرواية، ويُعد من أوائل من درسوا الرواية الخليجية ضمن رسالته للدكتوراه، وله حضور فعّال في الندوات والملتقيات النقدية محليًا ودوليًا، حيث يقدّم باستمرار أطروحات نقدية جديدة ترتبط بتجديد الخطاب الروائي وتوسيع أفق التجريب.

ماذا قال في لقائه الأخير ؟

شخصيات أدبية أخرى

ماذا قال عنه

من أبرز ما قاله الدكتور الحمود في محاضراته:

- "الرواية ليست وثيقة اجتماعية بل فن تخييلي، مهما اقتربت من الواقع. والناقد الجيد لا يسقط الواقع على النص، بل يستنطقه بما فيه من طبقات."

- "الرواية التاريخية الناجحة لا تنقل الحدث بل تعيد تأويله وتعيد كتابته بلغة الحاضر."

وفي تأريخه لمسيرة الرواية السعودية، علّق بقوله:

- "قبل 34 سنة، كان يُقال لي هل يوجد رواية سعودية؟ واليوم، نتحدث عن أكثر من 3000 رواية، ومئات الدراسات. ما حدث هو تحول ثقافي عميق."

- "لا يمكننا الوثوق بالمصادر الأدبية وحدها عند دراسة الشخصيات التاريخية، فبين عنترة المؤرخين، وعنترة السير الشعبية... بون شاسع."

في محاضرته الأولى "رحلة الرواية السعودية من البحث عن الذات إلى الانتشار"، قسّم الدكتور الحمود تطور الرواية السعودية إلى أربع مراحل: التأسيس، حيث كانت الرواية تبحث عن ذاتها في نماذج أولية مع عبد القدوس الأنصاري وحامد دمنهوري؛ ثم مرحلة إثبات الذات، حيث بدأ الخطاب السردي يتشكل فنيًا ويحتوي المرأة رمزيًا؛ تلتها مرحلة الانتشار بعد حرب الخليج، مع ظهور أسماء مثل تركي الحمد وغازي القصيبي ورجاء الصانع؛ وأخيرًا مرحلة التحول الثقافي، المرتبطة برؤية 2030 وما أفرزته من تحولات اجتماعية وحريات تعبير أثرت مباشرة في النص الروائي.

أما في محاضرته الثانية "المرجع والتخييل في الرواية التاريخية" في ملتقى الكتّاب السعوديين الرابع، فقد قدّم قراءة تنظيرية دقيقة لفهم هذا النوع السردي، مشددًا على أهمية التمييز بين عمل المؤرخ والروائي، ورافضًا الاعتماد الكلي على المصادر الأدبية كوثائق تاريخية. وطرح مجموعة من الآليات التي يعتمدها الكُتّاب في بناء الرواية التاريخية، كاستدعاء الشخصيات التاريخية في الزمن الحاضر، وافتعال مصادر تخييلية، أو استخدام الفضاء الزماني القديم لصياغة رؤى معاصرة. كما دعا إلى إعادة تأطير الرواية التاريخية كمجال بحثي مستقل، واقترح عشرات الأسئلة البحثية التي يمكن أن تُشكّل أساسًا لرسائل جامعية ومشاريع نقدية جديدة.

"ناقد أدبي شغوف بتحليل النصوص، يرى أن صعود الرواية على الشعر يعكس احتضانها لأشكال فنية متنوعة، ويدعو إلى نقد منهجي وحوار هادف لكشف أعماق النصوص. علي يغوص في الأدب العربي، يكشف عن الخدع، ويمدح أقرانه بأسلوب شعري! مجتمع إكس يشيد به لخبرته في النقد الأدبي، و إسهاماته العلمية."

الرواية ليست وثيقة اجتماعية بل فن تخييلي، مهما اقتربت من الواقع. والناقد الجيد لا يسقط الواقع على النص، بل يستنطقه بما فيه من طبقات.