a desert scene with a white and orange background

من هو أحمد الدويحي

أحمد الدويحي قاص وروائي سعودي، وُلد في قرية "العسلة" الحالمة الواقعة على جبال السروات، ونشأ في بيئة قروية زراعية، حيث كانت والدته تقيم في القرية ووالده يعمل في مكة. انتقل في سن مبكرة إلى الرياض، وتحديدًا في بدايات الثمانينات الهجرية، وهناك بدأت رحلته في الوعي والانفتاح الثقافي، إذ كانت الرياض آنذاك خليطًا متنوعًا من البشر والمصادر المعرفية، وفيها بدأت علاقته بالصحافة والكتابة. 

ينتمي أحمد الدويحي إلى الجيل المخضرم من كتاب القصة والرواية في السعودية، ويُعد أحد رواد الطفرة الروائية في المملكة. وُصف قلمه بأنه "لا يمشي في الطريق مرتين"، وهو ما يعكس شخصيته المتجددة ومسكونيته بالتجريب والمغامرة. بدأ بكتابة القصة القصيرة وتحوّل لاحقًا إلى الرواية، حيث عبّر عن أزمة الهوية الإبداعية بين القص والسرد الطويل. يكتب بلغة عالية النفس، تتداخل فيها الشاعرية مع النزعة الميتافيزيقية كما في روايته "وحي الآخرة"، ويؤمن أن الرواية لا تُكتب إلا بعد نضج معرفي وتجربة حياتية عميقة، قائلاً: "لا تدخل معترك الرواية إلا بعد الأربعين".

الهوية الأدبية والفنية

دوره في المشهد الأدبي والثقافي

انطلقت بدايته من الصحافة، حيث كتب في صحيفة "عكاظ" بعد أن احتضن موهبته الأستاذ سباعي عثمان. وغطّى زيارة ولي العهد الأمير فهد إلى الباحة في عمله الصحفي الأول. دخل عالم الصحافة من بوابتها الواسعة: "الخبر والمجتمع والمحليات". ورغم أن الصحافة سحبته من الإبداع القصصي، إلا أنه ظل يحتفظ بالقصة في وجدانه، واعتبر الرواية عملًا شموليًا لا يُقارن بالقصة القصيرة. كما ساهم في تكريم رموز الأدب السعودي من خلال كتابه "وجوه وزوايا"، الذي ضم بورتريهات أدبية لرواد مثل عبدالكريم الجهيمان، محمد علوان، وعبدالله نور. 

إسهاماته:

- من أوائل كتّاب الرواية السعودية في الطفرة الروائية بعد عام 2000، مع روايته "ريحانة"، التي صدرت من القاهرة.

- كتب ثلاثية روائية عنوانها "المكتوب مرة أخرى"، واعتبرها كثير من النقاد رواية الرواية.

- صاحب تجربة تجريبية عميقة في الرواية، ودمج السرد القصصي مع الشاعرية الفلسفية.

- من أوائل من عبّروا عن وعي نقدي بفن الرواية عبر مقولات مثل: "الرواية ليست لعبًا وليست سيركًا بهلوانيًا".

- صدر له كتاب نقدي بعنوان "وجوه وزوايا" عام 2016، ضم مشاهدات شخصية وانطباعات حول كبار الأدباء.

ماذا قال في حضوره الإعلامي ؟

شخصيات أدبية أخرى

ماذا قال عنه

روى أحمد الدويحي في لقاء ثري في برنامج صنوان جوانبًا شخصية وفنية من سيرته، من الطفولة في العسلة، إلى تفتحه المعرفي في الرياض، مرورًا بتحولاته من القصة القصيرة إلى الرواية، وتجربته في الصحافة التي سرقت من وقته الإبداعي، وصولًا إلى ثلاثيته الأشهر "المكتوب مرة أخرى". تحدث بصراحة عن هواجس الكتابة، وموقفه من الجوائز، وصداقاته مع رموز الفن كأبي بكر سالم. اختتم اللقاء برسالة حانية إلى الشباب المبدعين تدعوهم للتأني، والمغامرة، والتجريب، والاطلاع. قال في اللقاء:

عن الطفولة: "كنت أدور الرياض على السيكل، أعرف شوارعها وبيوتها بيتًا بيتًا".

عن الصحافة: "للأسف أخذتني الصحافة من الأدب، ودخلت من بوابة المحليات لا الثقافة".

عن أول رواية: "ريحانة كانت بداية التجريب وضياع بين القصة والرواية".

عن وحي الآخرة: "ميتافيزيقية، شعرية، وكتبتها بعد فقدان اثنين من أبنائي".

عن الجهيمان: "استفزني وقال لي: كن عنصريًا واكتب عن الباحة".

عن الكتابة: "الورق الأبيض إذا لم يستفزك على مكتبك، فاترك الكتابة".

عن الجوائز: "لا أريد أن أكون من الذين يتنازلون ويتلونون لأجل الجوائز".

عن الشباب: "اكتب واحتفظ بالكثير وانشر القليل... واطلع على كل التجارب".

"أحمد الدويحي روائي سعودي من العسلة، ينسج روايات شعرية عن الحب والخسارة، يدعم قضية فلسطين، ويُقدّر العمق الأدبي، مؤمنًا بأن القصص تمنع النسيان. أحمد يشارك تعازٍ حارة، تأملات شعرية، وتهانٍ احتفالية، متصلاً بعمق مع الأصدقاء والثقافة. مجتمع إكس يحتفي بإسهامات  الأدبية، حيث أشادوا  بأعماله، وسلّطوا  الضوء على مجموعته الجديدة."

للأسف أخذتني الصحافة من الأدب، ودخلت من بوابة المحليات لا الثقافة