a desert scene with a white and orange background

من هو عدي الحربش

عدي جاسر الحربش هو أديب وطبيب سعودي وُلد في ألمانيا عام 1978، ويعمل حاليًا أستاذًا مساعدًا واستشاريًا في أمراض وزراعة الكلى لدى الأطفال بجامعة الملك سعود – مستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض.  إلى جانب مسيرته الطبية، يُعد الحربش من أبرز كتّاب القصة القصيرة في السعودية، وله عدد من المجموعات القصصية التي تميزت بأسلوبها الحكائي وارتباطها بالشخصيات التاريخية والشعبية. عدي الحربش هو أديب حكّاء من طراز خاص، يكتب القصة القصيرة بعين الطبيب وقلب الشاعر. تميزت أعماله الأدبية بإحياء الشخصيات التاريخية والشعبية، وتقديمها في نصوص مليئة بالتقنيات السردية والمراجع الثقافية العميقة. يميل إلى ما يُعرف بـ"القصص ذات الطبقات"، حيث تُقرأ القصة كمغامرة ظاهريًا، لكنها تحمل تحتها طبقات تأويلية تستلزم قارئًا متأملاً ومثقفًا. أسلوبه اللغوي يجمع بين الفخامة والبساطة، ويتجنّب الاستعراض اللغوي المفرط، مع بناء درامي مشدود وعناية دقيقة بالتفاصيل. كما أن شغفه بالشعر ينعكس في كتاباته، ليس بوصفه مادة سردية فحسب، بل كأداة فلسفية لرؤية العالم.

الهوية الأدبية والفنية

دوره في المشهد الأدبي والثقافي

يُعد الحربش من أبرز كتّاب القصة القصيرة في السعودية اليوم، وله حضور مميز في الملتقيات الثقافية والأدبية. في أمسية "ماذا في الاسم؟" التي نظّمها مركز حروف الثقافي بمركز عبد العزيز حسين الثقافي بالكويت، قدّم قصة غير منشورة بعنوان "قهرمانة"، استعرض فيها طبيعة الاسم في الأدب، وقدرة الشعر على التعبير عن التجربة الإنسانية، إضافة إلى تداخله بين التاريخ والتخييل. نال جائزة كتاب العام من نادي الرياض الأدبي في دورته الثانية (2010/1430هـ) عن مجموعته حكاية الصبي الذي رأى النوم، مناصفة مع د. عواطف نواب. قدّم قصة قهرمانة، وهي مغامرة سردية عالية التكنيك تمزج بين شخصيات واقعية (هارون الرشيد، عليّة بنت المهدي، الأصمعي) وخيالية (أم فضل، سابور)، واعتمد فيها على تقنية "القصة داخل القصة" و"مسرح الظلال". طرح سؤالًا نقديًا جريئًا حول دسّ أبيات شعرية في القصائد الكلاسيكية، مستندًا على تحليل سردي ذكي. دمج الشعر ضمن السرد دون إسراف أو ترهل، وهو ما أثنى عليه الحضور والنقّاد في الأمسية. مؤلفاته:

- حكاية الصبي الذي رأى النوم – مجموعة قصصية، النادي الأدبي بالرياض، 2008

- أمثولة الوردة والنطاسي – مجموعة قصصية، دار جداول، 2016

- عنادل حجرية – مجموعة قصصية، دار صوفيا، 2022

- المعلقات لجيل الألفية – مشارك في التأليف، مركز إثراء، 2021

ماذا قال في لقائه الأخير ؟

شخصيات أدبية أخرى

ماذا قال عنه

في أمسية ثرية أقيمت بالكويت، قدّم د. عدي الحربش قصته قهرمانة، التي تتبعت فيها البطلة مسارًا دراميًا من القصر إلى الأسواق إلى العسكر، محاولةً إنقاذ سيدتها من غضب الخليفة من خلال استباقية شعرية. استخدم الحربش بناءً مركبًا يتداخل فيه السرد التاريخي مع التخييل، وتجلّت فيه ثيمات متعددة كـ: الانتحال الشعري، رمزية الاسم، الطبقية، والغربة الداخلية. وقد أُثني على تقديمه للنص بصوت مؤدٍّ متمكن، جعل من القصة لحظة مسرحية حية ومفتوحة على احتمالات التأويل المتعددة. مما قال في اللقاء:

- "الاسم ظرف يحتوي كل شيء. ليلى لم تكن اسمها، لكنها قالت ذلك لأنها تحوّلت إلى رمز."

- "كنت أودّ كتابة مقال نقدي، لكنني قلت لنفسي: أنت قاص، اكتبها كقصة!"

- "القصة التي لا تشتغل بطبقات… تفقد لونها مع الوقت."

- "أنا أكتب عن الهامش، عن ما لم يُوثّق، عن الحكايات التي حدثت خارج دفاتر المؤرخين."

- "هذه قصة عن الاسم، لكنها أيضًا قصة عن الشعر، والسلطة، والحب، والخديعة، والحرية، والخوف… عن كل ما يمكن للاسم أن يخفيه."

عدي الحربش، باحث شغوف بالأدب العربي، ينسج رؤى عميقة وذكية حول شعراء مثل المتنبي ومفكرين مثل كيركغور، مؤمنًا بقوة الخيال في تجاوز حدود الأرض والواجب في حماية الفردية من نظرة الجموع. يروي  قصصًا شعرية عن رحلات الصحراء، وقطعان الجاموس، والفراشات، بينما يدافع عن إرث المتنبي ويسلط الضوء على مخاطر التراث! مجتمع X يشيد به  لتحليلاته الأدبية العميقة، حيث أثنوا  على نهجه الفريد للشعر القديم، ووصفوا  عمله بأنه "وليمة ثقافية غنية".

أنا أكتب عن الهامش، عن ما لم يُوثّق، عن الحكايات التي حدثت خارج دفاتر المؤرخين.