من هو عبدالوهاب أبوزيد؟
أحمد المطلق
يكتب عبد الوهاب أبو زيد الشعر كما يتنفس، هكذا وصف نفسه في مستهل إحدى أمسياته. شاعر حداثي من طراز خاص، ينتمي إلى جيل شعري مثقف وواعٍ، يرفض أن يُحبس في شكلٍ شعريٍ واحد، بل يكتب بكل الأشكال من التفعيلة إلى العمود، ويخوض أحيانًا في قصيدة النثر، مدفوعًا بإيمانه بأن الشاعر لا يجب أن يكون سجين شكل أو قالب. تتسم قصيدته بالتأمل العميق، وتفيض بالوعي الوجودي واللغة المجازية الكثيفة، وقد شبهها محمد العلي بـ”طعنة شعرية” ووصفها بـ”الفجر الشعري”.
شعره هادئ في صوته، صاخب في معناه، يغوص في الذات، ويصعد بها إلى المطلق، ويستخدم اللغة كوسيلة لخلق عالم ميتافيزيقي تتقاطع فيه العزلة والحيرة والدهشة والرفض، في تجربة تقترب من مفهوم “تحرير القصيدة من القصيدة ذاتها.
الهوية الأدبية والفنية
دوره في المشهد الأدبي والثقافي
ينتمي عبد الوهاب إلى الرعيل الأول من شعراء الأحساء، وكان من أوائل من ساهموا في تأسيس منتدى “الينابيع الهجرية”، وكان عضوًا في مشهد ثقافي سابق لنهضة الأحساء الأدبية الحالية. لم يتجه للمسابقات الأدبية، مفضلًا أن يظل صوته نقيًا وخالصًا لتجربته، ويؤمن أن سباق الشاعر الحقيقي هو مع نفسه لا مع الآخرين.
عمل في الصحافة الثقافية، محررًا ومراجعًا ومترجمًا، كما ساهم في مشروع ترجمة أعمال الأمير بدر بن عبدالمحسن، وكتب عمودًا أسبوعيًا في جريدة الشرق، وكان من أبرز وجوه مجلة “دارين”. عرف عنه أنه شاعر لا يبحث عن الأضواء بل عن الحقيقة في الشعر، وهو حاضر في المشهد الأدبي دون ضجيج، يمارس دوره كصوت أصيل ومتفرد.
شعريًا، صدرت له عدة دواوين منها:
-لي ما أشاء (نادي الشرقية الأدبي)
-ولا قبلها من نساء ولا بعدها من أحد (دار طوى)
-عشاء وحيد لروحي الوحيدة (دار خطوط وظلال - الأردن)
-لا تترك الليل وحده (دار الانتشار العربي – بالتعاون مع نادي الباحة الأدبي)
ترجميًا، ترجم أعمالًا مميزة، منها:
-خزانة الشعر السنسكريتي (مشروع كلمة – 2012)
-لستُ زائرًا عابرًا لهذا العالم
-عسل الغياب (قصائد مختارة لمارك ستراند)
-أخبار الأيام (لبوب ديلان الحائز على جائزة نوبل للأدب)
-موجة سوداء في بحر أبيض
-في معنى أن نموت
-مثل آدم في جنته (قصائد لماري أوليفر)
-الوعد (رواية للكاتب الجنوب أفريقي دامون جالوت)
كما شارك في العديد من المهرجانات والأمسيات في السعودية والبحرين والعراق والإمارات، وكان حاضرًا في فعاليات اليوم العالمي للشعر ومؤتمرات الترجمة.
ماذا قال في آخر لقاء له؟
شخصيات أدبية أخرى
ماذا قال عنه Grok - الذكاء الاصطناعي في منصة X ؟
في أمسيته الأخيرة، تناول أبو زيد محاور متعددة كشفت عن عمق تجربته الشعرية:
-عن البدايات: تأثر بالمنبر الحسيني ومكتبة والده العامرة بكتب الأدب، وبدأ في منتدى الينابيع قبل أن يتخذ شكله الرسمي.
-عن الشعر: يرى أن الشعر فعل ذاتي عميق، لا يسعى فيه إلى البطولة أو الصخب بل إلى الإنصات للذات، وهو يرى في نفسه “السؤال الذي تفلت منه الإجابة”.
-عن الشكل الشعري: بدأ رومانسيًا ثم انفتح على قصيدة التفعيلة، وتماهى مع تجارب مثل السياب ودرويش والثبيتي، ثم أصبح أكثر تسامحًا مع كل الأشكال، مستلهمًا تجربة فرناندو بيسوا.
-عن القصيدة العمودية: عاد إليها في السنوات الأخيرة كصيغة أكثر قربًا من المتلقي العام، وخاصة في القصائد التي تتفاعل مع الأحداث الجارية.
-عن الترجمة: يترجم فقط إلى لغته الأم، ويؤمن أن الشعر الذي يعتمد على خصوصيات اللغة يستحيل نقله دون خسارة. رفض الترجمة العكسية كما لم يتحمس للكتابة باللغة الإنجليزية رغم محاولاته.
-عن موقفه من المسابقات: لا يؤمن بمصداقيتها، ويرى أن الشعر لا يُسابق به، وأنه لا يريد أن يعرض نصوصه لتقييم سطحي.
-عن الكتابة في القضايا الإنسانية: لا يكتب من أجل التأثير بل من أجل “تبرئة الذمة”، وللتعبير عن غضب وعجز الشاعر أمام العالم، وهو يرى أن الشعر لا يغير العالم، لكنه يصرخ.


"شاعر ومترجم، ينسج أشعارًا عربية مؤثرة تستكشف المشاعر الإنسانية والحقائق الاجتماعية، مؤمنًا بأن الشعر يجب أن يتحدث عن نفسه، ويدافع عن العدالة والعمق الثقافي.
ينظم قصائد تُمجّد الليل، ويمدح قلوب أصدقائه الكبيرة، ويتأمل في صندوق الشاعر البرتغالي بيسوا العزيز. مجتمع X يحتفي ببراعته الشعرية والترجمية، حيث أثنوا على أبياته المؤثرة وإسهاماته الثقافية."
أدب ماب
جميع الحقوق مسجلة لدى هيئة الملكية الفكرية © 2025
Adapmap
خريطة الموقع