a desert scene with a white and orange background

من هو عبدالرحمن السماعيل

عبد الرحمن السماعيل، شاعر وناقد أكاديمي سعودي، ولد في عنيزة ودرس في معهدها العلمي، حيث بدأت علاقته المبكرة بالشعر منذ سنوات الطفولة والدراسة الأولية، قبل أن يتجه أكاديميًا إلى دراسة اللغة العربية ويتخرج في جامعة الإمام محمد بن سعود، ثم يواصل مسيرته العلمية في أمريكا ويحصل على الماجستير، ثم الدكتوراه من جامعة الملك سعود، متخصّصًا في موضوع "المعارضات الشعرية في ضوء النقد الحديث". تنقّل بين مواقع تعليمية وثقافية متعددة، من وزارة الإعلام إلى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ثم جامعة الملك سعود، وتقلّد منصب رئيس قسم اللغة العربية مرتين، كما عمل ملحقًا ثقافيًا للمملكة في دولة قطر لأربع سنوات. 

ينتمي السماعيل إلى طراز خاص من الشعراء الذين يجمعون بين الحسّ الوجداني والصرامة النقدية. تظهر في تجربته نزعة رومانسية مبكرة متأثرة بشعراء المهجر والرابطة القلمية، وتطوّرت لاحقًا لتأخذ بعدًا وجدانيًا أكثر نضجًا كما في قصيدته "عام من الحزن" التي كتبها بعد وفاة شقيقته، وقصيدته "حديث الأماكن القديمة" التي استعاد فيها طفولته في عنيزة. أما نقده فيقوم على التوازن بين التأصيل والابتكار، إذ اختار أن يشتغل على موضوع "المعارضات" باعتبارها شكلًا من أشكال التناص العربي، رابطًا بين القصيدة الحديثة ونظيرتها الكلاسيكية، ومستنيرًا بالمناهج النقدية الغربية دون أن يقطع صلته بالتراث. مال في قراءاته إلى المنهج الأسلوبي، وأشاد بتأثير أستاذه الدكتور شكري عياد الذي اقترح عليه دراسة المعارضات الشعرية كموضوع دكتوراه.

الهوية الأدبية والفنية

دوره في المشهد الأدبي والثقافي

في المشهد الأدبي والثقافي، يُعدّ عبد الرحمن السماعيل من الأسماء التي ساهمت في توسيع الحضور النقدي السعودي أكاديميًا وميدانيًا، من خلال مشاركاته في الأندية الأدبية والندوات والبرامج الإعلامية، ومن خلال بحوثه المحكمة التي دُرست في الجامعات، مثل كتابه "المعارضات الشعرية في ضوء النقد الحديث" الذي وصفه أحد طلاب النقد بأنه "كان من الكتب المقررة علينا في السنة التمهيدية للماجستير، ولا يزال مرجعًا حيًا حتى اليوم". كما قدّم إسهامًا جديدًا في دراسة "المعارضات السردية" محللًا الأعمال ذات النزعة الغرائبية مثل "رسالة الغفران" و"التوابع والزوابع" و"العصفورية"، واصفًا هذا النوع من السرد بـ"الخيال المستحيل" الذي يتجاوز الغرابة إلى مساحات التأمل الفلسفي والنقد الثقافي.

من إنجازاته النقدية والشعرية:

- كتاب "المعارضات الشعرية في ضوء النقد الحديث"، وهو دراسة تجمع بين التاريخ والنقد والتحليل النصي. كذلك كتاب "دراسات أكاديمية في الأدب والنقد" ،وكتاب "الغذامي الناقد - قراءات في مشروع الغذامي النقدي"

- مقالات نقدية منشورة في مجلات محكمة تناولت موضوعات مثل: رثاء الزوجات، عنوان القصيدة العربية، كافور بين الذاكرة الشعرية والتاريخية.

- ديوان "ليت للبراق رأيًا"، ويضم قصائد وجدانية منها مرثيته الشهيرة في شقيقته.

- ديوان "أطلّ على أفق المستحيل"، ويتضمن قصائد وجدانية ووطنية مثل "ربيع نيوم" و"نظّف جيوب المرتشين".

- من قصائده المميزة "حديث الأماكن القديمة" التي استعاد فيها ملامح عنيزة الطفولية، و"موال عراقي في الغربة" التي ألقاها في تكريم أستاذه العراقي صالح الطعمة.

ماذا قال في حضوره الإعلامي ؟

شخصيات أدبية أخرى

ماذا قال عنه

في لقاءي الدكتور عبد الرحمن السماعيل في قناة الرسالة ونادي أدبي القصيم، قدّم خلاصات فكرية عميقة، منها تأكيده أن الشعر العربي "يعيش بالدوافع، فإذا غابت الدوافع خمدت نار الإبداع"، ورأى أن الشاعر لا ينهض إلا إذا نهضت الأمة، وأن قوة الدولة تسند قوة الشعر. كما بيّن أن غياب رثاء الزوجات في الشعر العربي القديم مردّه إلى نسق اجتماعي لا إلى ضعف شعري، مشيرًا إلى أن الجارية في الثقافة القديمة رُثيت أكثر من الزوجة لأنها ممتلكة لا شريكة. اقتباسات من اللقاءات: 

عن النشأة والميول:

"كنت أجد في نفسي ميولًا شديدًا إلى الشعر… لا أعرف من أين تسرب هذا الميول، إنما هو ميول."

"كنت أعتبر الشعراء مخلوقين من نوع آخر… كيف يستطيعون أن يكونوا شعراء؟"

عن الشعر والإبداع:

"الشعر يعيش بالدوافع، وإذا ما كان هناك دوافع، فإن لهوًا تفتح لها… فإذا غابت الدوافع خمدت نار الإبداع."

"الشعر يقوى بقوة الدولة وتشجيع الدولة… ولهذا انخفض الشعر في عصر المماليك والعثمانيين، وبدأ يرتفع مع البارودي ثم شوقي."

عن النقد والمنهج:

"ندرس الشعر العربي وندرس المعارضات بناء على مناهج نقدية حديثة… أكثرها جاءتنا من الغرب، لكن روحها موجودة في تراثنا."

"المنهج الأسلوبي هو الأقرب إليّ، لأنه يكشف لي عن الإبداع… ويمنحني سلاسة في التلقي والتحليل."

عن المعارضات الشعرية:

"المعارضات هي المحاكاة… وزنًا وقافية وموضوعًا."

"ميزة دراسة المعارضات الشعرية أنها تمدّ يدك إلى الحديث، ويدك إلى القديم، فلا تفصل بين زمنين."

"أحمد شوقي لم يأت بعده شاعر بمستوى المتنبي… عبقريته وحدها تكفي لتفسير نهوض الشعر في عصره."

عن رثاء الزوجات:

"في الشعر القديم قلّما تجد شاعرًا يرثي زوجته، لكنه لا يخجل من رثاء جاريته… لأن الجارية في التصور الاجتماعي كانت ملكًا، بينما الزوجة شريكة."

"جرير من أوائل من رثوا زوجاتهم، لكنه قالها على استحياء: لولا الحياء لعاد استعباري."

عن الذات والذاكرة:

"هذه الأزقة كانت كل خريطتي… وكان الكون في عيني منفتحًا."

"قفي فديتك، هذا البيت يعرفني، وذلك الباب بعدي قطّ ما فُتح."

عن كافور والمتنبي:

"جناية المتنبي على كافور لا تُغتفر… فقد شوهه شعرًا وتجاهلته الذاكرة التاريخية."

"امتدحه كاذبًا وهجاه صادقًا… والمتنبي كان شاعرًا أجيرًا، لكنه أيضًا أعظم من أن يُختزل."

الدكتور عبد الرحمن السماعيل ، شاعر وباحث من عنيزة، ينسج قصائد عاطفية وتكريمات أدبية، محتفيًا بالتراث الثقافي والعلاقات الشخصية التي تشكل المشهد الفكري في السعودية. يشارك  تأملات شعرية، وامتنان للأصدقاء"

في الشعر القديم قلّما تجد شاعرًا يرثي زوجته، لكنه لا يخجل من رثاء جاريته… لأن الجارية في التصور الاجتماعي كانت ملكًا، بينما الزوجة شريكة