a desert scene with a white and orange background

من هو عبدالله سليم الرشيد

وُلد الدكتور عبد الله بن سليم الرشيد عام 1385هـ / 1965م في محافظة الغاط بمنطقة الرياض في المملكة العربية السعودية، وتلقى تعليمه الجامعي في كلية اللغة العربية حيث حصل على درجة البكالوريوس عام 1407هـ، ثم أكمل دراساته العليا ونال درجة الماجستير عام 1414هـ عن رسالته حول "شفيق جبري: حياته وأدبه"، وواصل مشواره الأكاديمي ليحصل على درجة الدكتوراه في الأدب والنقد عام 1421هـ، بتخصص دقيق في "النثر العربي القديم"، عن أطروحته الموسومة بـ"مقطعات الأعراب النثرية إلى نهاية القرن الرابع الهجري". شغل منصب أستاذ الأدب والنقد في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتدرج في الرتب الأكاديمية حتى نال درجة "أستاذ" (بروفيسور). تقاعد من العمل الأكاديمي في رجب 1445هـ / يناير 2024م بعد مسيرة علمية طويلة.

يُعد الدكتور عبد الله الرشيد من أبرز الأصوات الشعرية والنقدية في المملكة، ينتمي إلى التيار الكلاسيكي الأصيل، مع انفتاح منهجي على أدوات النقد الحديث. يمزج في كتابته بين الرقة الشعرية والصرامة الفكرية، ويتميّز بشعر عميق، لغوي، مكثّف، يُرتشف طبقة طبقة. يُعلي من شأن الإيقاع والوزن، ويرى أن الشعر بلا إيقاع هو "رقص بلا سيقان"، ويفصل قصيدة النثر عن الشعر الحقيقي، مسميًا إياها بـ"النثيرة". يرى أن اللغة العربية ليست فقط وسيلة للتواصل، بل كائن حيّ، وهوية جامعة، وحصن للانتماء والدين. يؤمن بأن اكتسابها يبدأ عبر السماع لا القراءة، ويقترح معامل لغوية تعليمية على غرار مدارس تعليم القيادة، بديلًا عن التلقين النظري. كما يُعرف بجرأته في الطرح، ونزعته للاستقلالية، إذ يرفض التبعية الفكرية أو الخضوع لسطوة الرأي الشائع، ويؤمن بأن الشاعر الحق يُشكل صوته، لا يكون صدىً لغيره.

الهوية الأدبية والفنية

دوره في المشهد الأدبي والثقافي

يُعد الدكتور عبد الله الرشيد أحد الوجوه البارزة في المشهد الأدبي والثقافي السعودي، حيث امتدت مساهماته لتشمل ميادين التعليم والبحث والنقد والمشاركة المجتمعية. جمع في حضوره بين صرامة الأكاديمي وحرارة المثقف المشتبك مع قضايا لغته وأمته، فكان حضوره ملموسًا في القاعات الجامعية، والمجالس الثقافية، وصفحات الصحف، ومنابر الندوات داخل المملكة وخارجها.

تعليميًا:

تخرّج على يديه أجيال من طلاب الأدب في جامعة الإمام، وتميّز بتدريس مواد مثل "التحرير الأدبي"، و"مصادر الأدب"، و"الأدب السعودي"، وكان صارمًا في تصحيح اللغة والذوق الأدبي.

أكاديميًا:

أشرف على العديد من الرسائل الجامعية، ونال جائزة جامعة الإمام للتميز في الإشراف. أسهم في تأصيل مفاهيم نقدية مثل "الصمت الشعري"، و"لزوم ما لا يلزم"، و"رثاء الشاعر للشاعر".

ثقافيًا وإعلاميًا:

حاضر في المؤتمرات والندوات داخل المملكة وخارجها، وشارك في الهيئات الاستشارية لمجلات مثل "الدارة"، "العلوم الإنسانية بجامعة حائل"، و"نادي الرياض الأدبي". قدّم برامج إذاعية وتلفزيونية مثل "آفاق تراثية" و"أدبيات الحج"، وكتب مقالات أسبوعية وافتتاحيات نقدية في الصحف الثقافية.

لغويًا

سجّل حضورًا بارزًا في مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وأسهم في مشروعات نشر العربية في آسيا وإفريقيا وأوروبا. دعا لتغيير السياسات اللغوية العامة، مثل اعتماد الأسماء العربية للمحال والمصطلحات، وحذّر من "الاستعمار اللغوي الناعم".

ماذا قال في اللقاءات الإعلامية؟

شخصيات أدبية أخرى

دواودينه الشعرية:

تشكل لقاءات الدكتور عبد الله الرشيد محطات فكرية وشعرية متقدة، تسائل اللغة والهوية والشعر، وتعيد ترتيب العلاقة بين الأديب والجمهور، بين النص وتأويله. ظهر فيها متواضعًا في حضوره، جريئًا في رأيه، صريحًا في انتقاده، ناعمًا في شعره، صارمًا في قناعاته. تتعدد قراءاته بين الأدب الجاهلي، والشعر المعاصر، والظواهر اللغوية المتحوّلة، لكنه يظل وفيًا لجوهر العربية، مدافعًا عنها بشراسة، عاشقًا لها بصدق، مستمرًا في رفدها من موقعه كأستاذ وشاعر وإنسان.

عن اللغة والهوية:

"اللغة الفصحى حصن الهوية. وإذا سقطت، سقط معها الدين والانتماء والتفكير السليم."

"اللغة تكتسب بالاستماع قبل القراءة. نحن نحتاج إلى معامل صوتية، لا فصول تلقين."

عن الشعر وقصيدة النثر:

"قصيدة النثر عرجاء وتريد أن ترقص... هي نثيرة، وليست من الشعر."

"لا أتعمد الغموض، ولكن الشعر لا يُعطى دفعة واحدة. يجب أن يُكتشف طبقة طبقة."

"القصيدة تُختم ببصمتك، والخاتمة مرآة القصيدة."

عن النقد والرأي العام:

"الناس يخافون من مخالفة الرأي الشائع، وهذا يُنتج قراء بلا رأي."

"المتلقيون طبقات: للعامة، وللنخبة، ولنخبة النخبة."

عن التعليم:

"مشكلات تعليم العربية تبدأ من غياب التطبيق. لا يكفي أن نشرح كيف نقود السيارة. علينا أن نركب السيارة."

عن المناسبات الشعرية:

"ليست المناسبة عيبًا. العيب أن تتحكم المناسبة في الشاعر، لا العكس."

أصدر سبعة دواوين شعرية:

- خاتمة البروق (1993)

- حروف من لغة الشمس (2000)

 - أوراد العشب النبيل (2006)

- نسيان يستيقظ (2010)

- قنديل حذام (2016)

- الغمرات – يليه ديوان المثنويات (2019)

- مقهور ومبهور: مقابسات ومنابسات (2024)

قصيدة النثر عرجاء وتريد أن ترقص... هي نثيرة، وليست من الشعر

في الدراسات الأدبية واللغوية:

ألّف أكثر من 25 كتابًا، منها:

- وقوفًا بها – دراسة في الصمت والرثاء واللزوميات

- أدب الصحراء – مقطعات الأعراب النثرية

- الحدقة والأفق – دراسات نثرية (حاز على جائزة وزارة الثقافة 2017)

- شعر الجن في التراث العربي

- بانت سعاد بان سعيد – عن غزل المرأة والشعرية المضادة

- السيف والعصا – عن الفصحى والعامية

- تدوين المجون في التراث العربي

- كتابة البحث العلمي: مبادئ وتجارب

- رجل الصناعتين: شفيق جبري 

الجوائز

- جائزة أبها الثقافية للشعر (1991)

- جائزة غازي القصيبي للشعر – الدورة الثانية (2024)

- جائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية – فرع الدراسات الأدبية (2024)

- جائزة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للإشراف العلمي