a desert scene with a white and orange background

من هو عبدالله أحمد الفيفي

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي، أديب سعودي وُلد في محافظة فيفاء جنوب المملكة العربية السعودية، حيث شكّلت الجغرافيا الجبلية والبيئة الثقافية المحلية ملامح وعيه الأول. تنقّل في رحلته التعليمية بين فيفاء والطائف وعرعر، قبل أن يستقر أكاديميًا في الرياض، حاصل على الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة الملك سعود، ويعمل أستاذًا للأدب والنقد في الجامعة نفسها. شغل عضوية مجلس الشورى السعودي لمدة 12 عامًا، وشارك خلال تلك الفترة في عدد من اللجان التشريعية والثقافية، وكان من بين الأصوات التي دفعت بفاعلية إلى إنشاء وزارة مستقلة للثقافة ومجمع لغوي سعودي. 

يجمع الدكتور عبد الله الفيفي بين عمق الأكاديمي وحدّة المبدع، وينتمي إلى التيار الذي يزاوج بين التراث اللغوي والوعي الحداثي. يرى أن الشعر لا يُبنى على الذائقة وحدها بل على معرفة دقيقة بعلم العروض، ويدافع عن فكرة أن الشعر الشعبي والعامي يحملان جذورًا فصيحة يمكن تتبعها. كتب ستة دواوين شعرية، تتميز بحس غنائي ورؤية تأملية للذات والمكان، أشهرها فيفاء: هبة الطفولة، الذي صاغ فيه ذاكرة المكان والهوية، إلى جانب أعمال نقدية رصينة قاربت الشعر الجاهلي، وشعر العميان، وشعر التفعيلة. أما في روايته طائر الثَّبَغْطِر فقد خاض مغامرة سردية رمزية تتناول تحولات الإنسان العربي بين قرنين، من خلال شخصية وليد موسى، التي ترمز إلى الاضطراب الوجودي والهوياتي وسط الأزمات الاجتماعية والسياسية والفكرية. جاءت الرواية بلغة شديدة الكثافة والرمز، وبُنية تأملية تقرأ الماضي والمستقبل معًا.

الهوية الأدبية والفنية

دوره في المشهد الأدبي والثقافي

يشكّل الدكتور عبد الله الفيفي أحد الأعمدة الثقافية في المشهد السعودي الحديث، سواء من خلال نتاجه العلمي والنقدي، أو عبر حضوره المؤسسي في مجلس الشورى، حيث أسهم في صياغة عدد من التوصيات الثقافية والتشريعية. كما عمل ضمن لجنتي الثقافة والإعلام، والشؤون الاجتماعية والأسرة، مقدّمًا توصيات فعالة في رسم السياسة الثقافية. وفي الوقت ذاته، لم يتخلَّ عن الميدان الإبداعي، إذ شارك في العشرات من المهرجانات والملتقيات، وألقى أمسيات ومحاضرات في الإمارات، مصر، الأردن، بلجيكا، الكويت، وغيرها، إلى جانب حضوره المستمر في الفعاليات المحلية في محايل عسير، الباحة، جدة، عرعر، جازان، مكة، والرياض.

وقد أثرى الدكتور الفيفي الساحة الأدبية بأعمال راسخة ومتنوعة، إذ ألّف ستة دواوين شعرية، أبرزها فيفاء: هبة الطفولة وأفلاك (على مقام الرصد)، وكتب روايته الرمزية الفريدة طائر الثبغطر: مذكّرات نبيّ مجنون. كما أصدر أكثر من 15 كتابًا نقديًا وبحثيًا، منها الصورة البصرية في شعر العميان، مفاتيح القصيدة الجاهلية، تاريخ بني إسرائيل وجزيرة العرب، وهِجرات الأساطير. وتُرجمت أعماله، وتناولتها خمس رسائل أكاديمية عربية وأجنبية، كما نُشرت عنه قراءات وتحليلات نقدية في عدد من الدوريات المحكمة. إلى جانب ذلك، كان له نشاط إعلامي كثيف في الصحف والمجلات الثقافية، وكتب زاوية ثابتة بعنوان "مساقات"، جعلت من صوته النقدي مرجعًا حاضرًا في النقاشات الأدبية والاجتماعية واللغوية المعاصرة.

ماذا قال في لقائه الأخير ؟

شخصيات أدبية أخرى

ماذا قال عنه

في اللقاء الذي استضافه ببرنامج "صنوان"، تحدّث الدكتور عبد الله الفيفي عن نشأته الأولى في فيفاء، حيث لعب والده دورًا تنويريًا سبّاقًا في تعليم البنات، قبل التعليم الرسمي. تحدّث عن رحلته مع الأدب، من الطفولة حتى الجامعة، وعن تحوّله من الرغبة في دراسة الطب إلى أن اختارته الجامعة للأدب. توقّف عند قصائده الأولى التي كتبها دون دراية بأوزان الشعر الشعبي، ليكتشف لاحقًا أنها تسير على بحور مثل "المسحوب" و"الهجيني"، ما أكد له وحدة الجذر العروضي في الفصحى والعامية. أكّد أن الرواية هي وسيلة لقول ما لا يُقال صراحة، وأنه يكتب من ذاته في كل أعماله، دون الحاجة إلى كتابة سيرة ذاتية تقليدية، لأنها "مبثوثة في شعره ونثره ونقده". مما قال أيضاً:

- لم أكن أعرف المسحوب... وطلعت معي القصيدة هكذا، ثم اكتشفت أنها على وزن الشعر النبطي!

- القصائد المغنّاة هي التي جعلتني أحب الشعر، مثل أغاني طلال مداح لمجنون ليلى والبحتري.

- أردت دراسة شعر العميان لأن عبد الله البردوني كان يدهشني بصوره البصرية رغم أنه لا يرى!

- نحن لا نملك معجمًا تاريخيًا للغة العربية، ولا دراسات بيئية تكشف أصل الكلمات… وهذه خسارة»

"شاعر وعالم، يدمج الموضوعات البيئية في تحليلاته لشعر المتنبي، مؤمنًا أن الأدب يتجاوز الواقع ليشكل الحوار الثقافي. البروفيسور الفيفي يستكشف الشعر البيئي للمتنبي ويشارك قصائده الخاصة، محفزًا نقاشات ثقافية!

أردت دراسة شعر العميان لأن عبدالله البردوني كان يدهشني بصوره البصرية رغم أنه لا يرى!