a desert scene with a white and orange background

من هو عادل خميس

البروفيسور عادل خميس الزهراني أستاذ النقد الحديث في جامعة الملك عبدالعزيز، وُلد ونشأ في جدة، حيث تشكّلت هويته الثقافية الأولى من الحارة، ثم نمت لاحقًا عبر احتكاكه بالصحافة والأندية الأدبية. منذ مراحله المبكرة، انجذب إلى الشعر والفلسفة والأدب، قبل أن يأسره عالم النقد الحديث في مسيرته الأكاديمية. يعدّ من الأصوات المتفاعلة مع الحياة اليومية والشأن العام، ويمزج بين اشتغاله النظري العميق وحضوره الإعلامي المتزن، جامعًا بين صوت الناقد العاقل والحس الشاعري المتأمل.

يملك الدكتور الزهراني شخصية نقدية تجمع بين الانتماء إلى الحقل الأكاديمي والانفتاح على أسئلة الحياة. بدأ رحلته مع الأدب من بوابة الشعر، ثم وجد نفسه في النقد، متأثرًا بكبار النقاد مثل عبدالله الغذامي وسعد البازعي وصلاح فضل. يؤمن بأن النقد ليس تابعًا للعلم فحسب، بل هو ممارسة ثقافية تشتبك مع الظواهر الاجتماعية والوجودية، وأن الناقد الحقيقي هو من يتعاطى مع النصوص بوصفها مرايا للواقع والهوية والجمال. في دواوينه الشعرية، يظهر تأملًا في الذات والعالم، بلغة تميل إلى البساطة الممتنعة، وتختبر حدود الصورة والمعنى.

الهوية الأدبية والفنية

دوره في المشهد الأدبي والثقافي

مثّل الدكتور الزهراني صوتًا نقديًا بارزًا في السعودية، ليس فقط من خلال كتاباته الأكاديمية، بل عبر إسهاماته الإعلامية، إذ شغل سابقًا منصب رئيس القسم الثقافي في صحيفة المدينة. عُرف بإسهامه في نشر ثقافة النقد الثقافي وتوسيع آفاقه في الجامعات والمنابر الثقافية، وبدعوته إلى تفكيك الخطابات المركزية وملاحقة ظواهر الهيمنة في النصوص والواقع، سواء في النقد الأدبي أو النقد السينمائي أو حتى في تحليل ظواهر مثل "المشاهير" والخطاب الجماهيري. كما شارك مؤخرًا في مشروع هيئة الأدب والنشر من خلال بحث نقدي عن تجربة الأمير بدر بن عبدالمحسن الشعرية، وكتب عن جماليات القبح، وشعر الروبوت، وسرديات ما بعد الإنسان.

إسهاماته:

- أصدر عدة كتب نقدية منها "متاهة الأزلي: عن نقد ما بعد الإنسانوية وتجلياته"، جمع فيه بين التنظير النقدي والفلسفة والتطبيق على الشعر والسرد والسينما.

- نشر بحثًا نوعيًا عن تجربة الأمير بدر بن عبدالمحسن ضمن سلسلة أبحاث هيئة الأدب والنشر والترجمة.

- شارك في المؤتمرات والندوات الفكرية، وكتب عن قضايا وجودية ومعرفية عميقة مثل هشاشة الإنسان، وزوال المركز، وما بعد الحداثة.

- اهتم بمفهوم جماليات القبح، وساهم في توسيع مداراته النقدية.

- له دواوين شعرية تعبّر عن حس وجودي ووعي لغوي مركّب.

ماذا قال في حضوره الإعلامي ؟

شخصيات أدبية أخرى

ماذا قال عنه

في لقاءه مع بودكاست "بيان"، تحدث الدكتور عادل الزهراني عن رحلته في عوالم الشعر والنقد، مؤكدًا أن النقد بالنسبة له ليس سلطة على الإبداع، بل صوت عقل يضيء طرق القراءة ويكشف دهشة النصوص. عبّر عن إيمانه العميق بموت المؤلف وحرية النص، ورفضه للمركزية، محذرًا من التسرع في إصدار الأحكام، لأن وظيفة النقد الحديثة هي التحليل فقط. تحدث عن انتقال النقد من مركز السلطة إلى هامش المجتمع، وعن اهتمامه بجماليات القبح بوصفها نافذة جديدة للتأمل في الوجه الآخر للجمال. كما تناول مفهوم "ما بعد الإنسان"، وناقش أزمة الوجود، وضرورة انخراط الناقد في النقاشات الكبرى التي تتعلق بمصير الإنسان أمام التقنية والسلطة والخراب. مما قال في اللقاء: 

في الشعر والإبداع

"الصوت الشعري داخلي لا يموت، لكنه يتصارع دومًا مع الناقد الذي يسكنني."

"القصيدة العظيمة تقول ما لا يُقال، وتُشعرك أن اللغة خُلقت لها."

"حينما يستدعيك النص في لحظة صدق، تكتب شيئًا لا يشبهك… يشبهك أكثر من نفسك."

في النقد ووظيفته

"النقد مجال معرفي، لا يمكن اختزاله إلى ذوق أو حكم فقط."

"وظيفة النقد الحديث هي التحليل، لا الحكم؛ أن تفهم الشعر بطريقة تجعلك تحبه أكثر."

"حينما يفقد النقد صلته بالإنسان والمجتمع، يفقد جدواه."

في النقد الثقافي

"النقد الثقافي لا يهاب الهوامش… بل يذهب حيث تذهب الجماهير."

"نحن في زمن تتقدم فيه الجماهير، ويجب على النقد أن يلاحق أدوات الهيمنة التي تُمارس عليها."

"النقد الثقافي لا يبحث عن المركز، بل يفتّش في الحواف حيث تولد المعاني المهملة."

"النقد الثقافي ليس ضياعًا منهجيًا، بل هو القوة التي تأتي من قدرته على الاستفادة من جميع الحقول"

في جماليات القبح

"جماليات القبح ليست أن تجد نقطة بيضاء في السواد، بل أن تُدرك كيف يجعل السوادُ القبحَ جميلاً."

"الرذائل في الشعر قد تبوح بعمق إنساني أكثر من الفضائل الوعظية."

في الوجود والإنسان

"الوعي هش… والوجود هش أكثر حين ندرك أن اللغة تصنع وجودنا."

"سؤال الوجود المؤرق: لماذا وُهِبنا الحياة إن كانت تُسلب؟"

"أؤمن أن النص العظيم يخلق كينونته الخاصة، ويستقل عن مؤلفه وزمانه."

في العلاقة بين الشاعر والناقد

"الناقد داخلي لا يرحمني، لهذا تأخرت كثيرًا في نشر شعري."

"كنت أكتب الشعر، وأخفيه عن الصحافة التي كنت أدير صفحتها الثقافية!"

في المستقبل وما بعد الإنسان

"ما بعد الإنسان سؤال عن الإنسان نفسه… عن عيوبه، وتحايُله، ونزعته للهيمنة."

"المستقبل ليس للآلة فقط، بل للوعي الذي يعيد التفكير في ما نظنه مطلقات."

"د. عادل، أستاذ بجامعة الملك عبد العزيز، ينسج الشعر والفلسفة مع الضيافة السعودية في نقده، معتبرًا الشعر "ورمًا جميلًا" للروح.  يشجع الهلال على انتصاراته العالمية، يتأمل فلسفيًا في رونالدو، ويعجب بمكتبة الكونغرس. مجتمع إكس يشيد به  لشعره العميق وإسهاماته الثقافية، حيث أثنوا على قراءته النقدية وهنأوه  بمنصب الأستاذية."

النقد الثقافي ليس ضياعًا منهجيًا، بل هو القوة التي تأتي من قدرته على الاستفادة من جميع الحقول